باتت ظاهرة تشرد الأطفال، واحدة من أكثر المشاكل الاجتماعية التي تهدد سكان دمشق وريفها، حيث انتشر المشردون في شوارع العاصمة وأصبح المستقبل المجهول مصيرٌ للآلاف من الأطفال، فأعداد هؤلاء تضاعفت بسبب ظروف الحرب والسياسة الأمنية التي تتبعها قوات النظام في قمع السكان.
وبسبب انعدام الرقابة والمتابعة من الجهات المسؤولة لمثل هذه المشاكل فقد تضاعفت نتائجها والأخطار التي تهدد المشردين، حيث يوجد من يستغلهم في أعمال التسول، أو في أعمال شاقة، إضافةً لضياع مستقبلهم الدراسي، وبقائهم دون متابعة صحية.
ومعظم الأطفال المشردين يحلمون بمتابعة دراستهم، إلا أن الظروف المعيشية تحول دون ذلك، حيث يشتد عليهم المرض والجوع ويمكثون إما في أبنية غير مكسية، أو يقضون أوقاتهم في الشوارع، وهذه الظروف لا تساعدهم نهائياً على متابعة مشوارهم الدراسي، فالمناهج صعبة والتكاليف المالية مرتفعة بسبب عودة التدقيق على اللباس المدرسي، والحاجة للقرطاسية والأدوات التعليمية الأخرى.
ولعل ظروف الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من سبعة أعوام، هي المسبب الأكبر في تضاعف أعداد المشردين، وأن المشردين الموجودين حالياً نزحوا من عدة مناطق أبرزها الغوطة الشرقية، حلب، ديرالزور، ومناطق أخرى في سوريا.