الإدارة الذاتية تدعو لضرورة وجود “قوات أممية” لردع تركيا عن تهديداتها

بيان إلى الرأي العام
‏تسعى الدولة التركية إلى خلق المزيد من الفوضى في سوريا وفي المنطقة عموماً, حيث وبعد أكثر من 10 سنوات من التدخل التركي في الأزمة السورية, والذي أدّى إلى نشر الفوضى وتكريس الاحتلال ودعم الإرهاب والتقسيم, وكذلك فرض ثقافة تركيّة دخيلة على المجتمع السوري, اليوم تسعى تركيا إلى توسيع رقعة احتلالها من خلال التهديد المباشر بالهجوم والتوغّل في مسافة 30 كيلو متر على الحدود السورية الشمالية في مناطق الإدارة الذاتية.
بطبيعة الحال, هذه الحجج الواهية التي تتحدث عنها تركيا من قبيل المنطقة الآمنة و إعادة اللاجئين, عمليّاً هي مخاطر حقيقية كبيرة ضد سوريا وضد شعبها وضد مستقبل الحل والتوافق السوري؛ كذلك يوضّح هدف تركيا العلني في تغيير هوية المناطق التاريخية على الحدود السورية, وتفريغها من سُكّانها على غرار ما حدث في عفرين ورأس العين – سري گانيية وتل أبيض- گري سبي, وكذلك رغبة تركيا في تغيير ديموغرافي على مستوى الهوية السكانيّة كلها.
وسيكون لهذه السياسة تداعيات خطيرة في مسألة التطهير العرقي وخلق صراع طويل الأمد بين مكونات المنطقة, ما يهدد مستقبلها.
دون شك ستجد كل التنظيمات الإرهابية وفروعها, هذه المنطقة التي تريد تركيا التوغل فيها ملاذاً آمناً لنشاطاتها, كما هو الحال اليوم في مناطق الاحتلال التركي التي تحوّلت لمرتعٍ كبيرْ لكل المرتزقة والدواعش الذين هربوا وغيّروا أسماءهم وهوياتهم.
أيضاً ستَعطي هذه الممارسات التركية في المنطقة فُرصةً لهروب الآلاف من عوائل داعش وإرهابييها, وبالتالي سيتم تحقيق أهداف داعش في العودة من جديد, وتحقيق ما عجزت عنه في سجن الصناعة في الحسكة؛ ناهيكم عن حجمِ انتشارهِ وبالتالي تشكيل مخاطر كبيرة على العالم برمّته.
كذلك تخرق تركيا الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالمنطقة ,بينها وبين روسيا من جهة وبينها وبين أمريكا من جهة أخرى, وهذا يُعطي إشارة في عدم إعطاء تركيا لأيّة اعتباراتٍ للاتفاقْ, ما يؤكد خروجها قانونياً عن مساراتٍ عدة, وبالتالي لن تقف عند حدٍّ معين في حال السماح لها بأي عمل عسكري، حيث سيكون هناك تداعيات أيضاً على مصادر العيش وعلى المياه والزراعة, لأن تركيا تمارس الإبادة بشتّى الوسائلْ والدليلْ, بأنها ومنذ احتلال سري گانية- رأس العين مارست حرب المياه ضد أكثر من مليون إنسان يعيشون على أطراف الخابور وصولاً إلى الحسكة.
هذه الأهداف التركيّة تلتقي مع حالة الوضع الداخلي التركي المتأزّم, بالإضافة إلى السياسة التركية التي أدت حتى الآن إلى المزيد من الضغط على تركيا, بفعل ممارساتها التي تتعارض بشكل عام مع الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي, لذا يعمل أردوغان اليوم إلى إلهاء الرأي العام التركي وتوجيه أنظاره إلى مخاطر افتراضية, كما يتحدث أردوغان عن حماية الأمن القومي التركي دون شك الدور التركي في سوريا و بشكل علني أدّى إلى تفاقم الوضع السوري وكان واضحاً في دعم الإرهاب واليوم, العمليات التركية التي يلوح بها أردوغان لا تصب إلا في مصلحة داعش, وجميع المرتزقة المدعومين من تركيا, وتعتبر تهديداً كبيراً على وحدةِ سوريا.
في الوقت الذي ندينُ نحنُ الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هكذا تهديداتْ, فإننا نطالب المجتمع الدولي بضرورة التحرك لمنع هذه التهديداتْ, وهذه اللهجة التركيةْ, كذلك نُطالب مؤسسات الأمم المتحدة, بأن تقوم بمسؤولياتها حيال الانتهاكات والممارسات التي تفعلها تركيا في سوريا, وكذلك نؤكد على ضرورةِ أن تقوم الجهات الضامنة لعمليات وقف إطلاق النار, بمسؤولياتها في سوريا, و العمل على وضعِ حدٍ لهذه الممارسات التركيةْ, مع ضرورة وجود قوات أممية بقرار أممي تردع تركيا عن استفزازاتها.
أيضاً نتوجّه إلى عموم أبناء الشعب السوري وإلى مكونات شمال وشرق سوريا ,بضرورة التكاتف و التماسك والوحدة في وجه مخاطر العدوان التركي على سوريا, وكذلك الوقوف صفاً واحداً أمام العدوان التركي والسياسة التركية, والعمل معاً على تحرير المناطق المحتلة من تركيا ومنعها من تمرير سياساتها العدوانية والإبادية بحق الشعب السوري.
كذلك نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, أننا سنقوم و بكل إمكانياتنا في الدفاع عن مكاسب شعبنا ومبادئ ثورته الديمقراطية, ولن نقبل هكذا سياسات احتلالية من تركيا ومرتزقتها, وسنستمر في الدفاع عن مناطقنا, ولن نسمح بأن تقوم تركيا بتوفير المناخ من جديد من أجل عودة داعش وتهديد الأمن والاستقرار في مناطقنا, ونهيب بأبناء شعبنا بمختلف مكوناته على تبني خيار المقاومة, ضدَّ كل من يريد الاعتداء على ما حققه شعبنا بفضل تضحياته الكبيرة.
مؤكدين بأن تركيا خطراً كبيراً على ما تحقق من نصر على داعش, لذا فإن الخطر لن يتوقف عند حدود شمال وشرق سوريا, بل سيكون حزاماً نارياً يُعيد عهد العثمانيين من جديد وبالتالي خطراً واضحاً على سوريا والمنطقة والعالم بأسره.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
29 أيار 2022