الإدارة الذاتية تطالب المجتمع الدولي بضرورة احترام قيم وإرادة المكون الإيزيدي في شنكال والحفاظ على هويتهم وتاريخهم الثقافي العريق، كذلك تؤكد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على أن التنظيم والدفاع الذاتي هو السبيل الأمثل لضمان عدم تكرار تلك المجازر بحق شنكال والإيزيديين.
يصادف الثالث من آب الذكرى السنوية السابعة لمجزرة شنكال التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي عام ٢٠١٤، بدعم من تركيا بهدف إبادة الايزيديين، حيث قام بسبي أكثر من ٥ آلاف امرأة، وحتى الآن لا يزال مصير الآلاف منهن مجهولاً، بالإضافة إلى قتل الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ من أبناء المكون الإيزيدي، ولا تزال هناك مقابر جماعية مجهولة المكان.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تمر بها روجآفا -شمال وشرق سوريا- إلا أن شعبنا قام بأداء واجبه الانساني والأخلاقي والوطني تجاه الإيزيديين في تلك المأساة، حيث قامت وحدات حماية الشعب والمرأة “YPG – YPJ” بفتح ممر انساني ساهم في إنقاذ الآلاف من الإيزيديين، وتم تأمين خروجهم من مناطق شنكال لمنع تعرضهم لبطش وظلم داعش.
إن المجزرة التي حدثت في شنكال لم يحدث لها مثيل في القرن الواحد والعشرين إلا ما شابهها من مجازر بحق أهلنا في عفرين وسرى كانية(رأس العين) وكري سبي( تل أبيض) وما حدث في كوباني على يد داعش وتركيا، إلا أنه حتى الآن لم تتعرض الأطراف التي دعمت داعش وساهمت في ارتكاب المجزرة للمساءلة القانونية والجنائية.
إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الوقت الذي نستذكر فيه شهداء مجزرة شنكال فإننا ندعوا أبناء شعبنا للوقوف خمس دقائق صمت في تمام الساعة العاشرة صباحا بتاريخ ٣ آب على أرواح الشهداء؛ كذلك نؤكد بأن محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء لابد أن تتم، ونؤكد أن الانتصار على داعش في ٢٣ آذار ٢٠١٩ في بلدة الباغوز على يد قوات سوريا الديمقراطية يعتبر جزءا كبيراً من الانتقام لأرواح جميع الضحايا الذين استشهدوا على يد داعش، ونتوجه بالنداء إلى جميع المنظمات القانونية والحقوقية والأممية للعمل على اعتبار ما حدث في شنكال “إبادة جماعية” جينوسايد، والاعتراف بها كسائر المجازر التي تعرضت لها شعوب أخرى مثل مجزرة الأرمن ومجزرة السريان والمجازر التي جرت بحق الكرد في باكوري كردستان التي كانت تركيا مسؤولة عنها بشكل مباشر.
كذلك نرى بأن بعض التحركات المشبوهة حول شنكال في الآونة الأخيرة ومحاولة فرض أجندات خارجية فيها والتآمر على المكون الإيزيدي سيكون بمثابة تتمة لمجزرة ٢٠١٤ و سائر المجازر والنكبات التي تعرض لها الإيزيديون على مر التاريخ.
لذا نطالب بضرورة احترام قيم وإرادة المكون الإيزيدي في شنكال والحفاظ على هويتهم وتاريخهم الثقافي العريق، كذلك نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على أن التنظيم والدفاع الذاتي هو السبيل الأمثل لضمان عدم تكرار تلك المجازر بحق شنكال والإيزيديين.
أيضاً على كل القوى الإيزيدية ومؤسسات المجتمع المدني العمل على تطوير وتنظيم إدارتهم ودفاعهم الذاتي لضمان الحفاظ على الهوية المجتمعية والدينية لشنكال والإيزيديين.
وفي الختام ننادي بضرورة احترام إرادة وقرار الإيزيديين ونؤكد دعمنا لهم في هذا الإطار، مع ضرورة اعتبار الآلاف من الذين قضوا على يد داعش ضحايا أبرياء مروا بإبادة جماعية كان لتركيا الدور الأكبر فيها، ونؤكد أيضاً بأن عدم احترام إرادة وهوية الإيزيديين في شنكال وعدم السماح لهم بتنظيم ذاتهم سيكون بداية لإبادة جديدة كسائر الإبادات السابقة التي تعرض لها الإيزيديون على مر التاريخ.