الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا فجر الاثنين بقوّة 7,7 على مقياس ريختر، خلّف دماراً شاملاً وضحايا بالآف ومشاهد هيهات تمحيها الذاكرة، ولا تزال صرخات العالقين تحت الأنقاض تتعالى وسط انعدام المساعدات الإنسانية ونقص كوادر الإنقاذ والإسعافات الأولية خاصة في المناطق المحتلة من قبل تركيا في سوريا.
ففي جندريس وحدها ووفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن نحو 800 شخص على الأقل فقدوا حياتهم حتى إعداد هذا الخبر، وسط الحديث عن وجود العشرات من المنازل التي سقطت على رؤوس أصحابها دون أن يتوجه أحد لإنقاذهم.
ونقلت مصادر إعلامية، أن الأهالي في جندريس توجهوا إلى القاعدة العسكرية التركية من أجل تقديم الدعم لإخراج العالقين تحت الأنقاض، ولكن قوات الاحتلال طردت الأهالي ورفضت تقديم المساعدة لإخراج العالقين، في موقف عنصري، وكأنها فرصة أتت على طبقٍ من ذهب لإبادة السكان الأصليين ذات الغالبية الكُردية.
وعلاوةً على ذلك، تقوم الفصائل الإرهابية التابعة للاحتلال التركي على سرقة أرتال المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى جندريس، وأفادت مصادر خاصة أن فصيل “أحرار الشرقية” أقدم على سرقة رتل من الشاحنات تحمل مساعدات للمتضررين إثر الزلزال.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، رسائل محادثات مع ذويهم في جنديرس، تشير أن الفصائل الموالية لتركيا تسرق المساعدات المرسلة من خارج سوريا عبر التحويلات المالية، وأفادت الرسائل أن الفصائل وضعت مسلحين اثنين أمام كل محل تحويل وصرافة في ناحية جنديرس وأي شخص عندما يتوجه لاستلام حوالات فأن المسلحان يأخذان نصف المال الوارد عبر الحوالة لصالح الفصائل.
هذه الأحداث كافية لتؤكد أن الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية المنضوية تحت رايته، لا يسعون لإبادة السكان الأصليين في عفرين ومحو هويتهم استكمالا لمشروع تغيير ديمغرافية سوريا وتركيبتها السكانية، وعلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان محاسبة المسؤولين عن ازدياد أعداد الضحايا بسبب بقائهم تحت الأنقاض دون مساعدة.