الاحتلال التركي يحول تل جنديرس الأثري إلى قاعدة عسكرية

في ظل استمرار الانتهاكات بحق التراث الثقافي لإقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا، من قبل الاحتلال التركي وفصائل المرتزقة التابعة لها، تتعمد قوات الاحتلال تحويل المواقع الأثرية في المنطقة إلى قواعد عسكرية تابعة لها، بهدف تدميرها ضمن استراتيجية التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي.

وفي هذا السياق، عرضت وكالة “نورث برس”، صوراً جديدة توثِّق تحويل تل جنديرس الأثري إلى قاعدة عسكرية، من قبل قوات الاحتلال التركية.

وتظهر الصور جداراناً اسمنتية عالية وضعت حول التل، الذي يقع جنوبي مدينة جنديرس، والذي تصل مساحته لـ/2/ هكتار، فيما أكدت الوكالة أن التلة التي تعلوها القاعدة العسكرية، تشهد عمليات تنقيب وحفر بحثاً عن الآثار.

وأضافت الوكالة بأن القوات التركية تمنع أهالي المنطقة من الاقتراب من القاعدة العسكرية، وسط حراسة مشددة على المنطقة التي وقعت تحت الاحتلال في الثامن من آذار / مارس من العام 2018، إي قبل عشرة أيام من الوصول إلى مركز الإقليم في الثامن عشر من آذار.

وأشارت أن القاعدة العسكرية تحيطها كاميرات مراقبة، حيث تتواجد فيها عناصر من القوات التركية، والمرتزقة المسماة بـ (الجيش الوطني، الجيش الحر) التي تتبع في مجملها لتنظيم الإخوان المسلمين.

ونوهت أن جميع المنازل المتواجدة حول تل جنديرس الأثري قد دمرتها القوات الغازية أثناء غزوها العسكري للإقليم الكردي منذ الـ20 من كانون الثاني / يناير العام الماضي.

وكان مراسل “عفرين بوست” قد أكد أمس السبت، مواصلة المسلحين التابعين للاحتلال التركي والفصائل المرتزقة التابعة لها، العبث بآثار عفرين بهدف تدميرها ومحوها، حيث بدأت منذ نحو أسبوع بأعمال تجريف وحفر في تل ترنده الأثري، وذلك بواسطة ثلاثة جرافات، منوهاً أن منطقة التل الأثرية في قرية ترنده  تقع في نطاق سيطرة “الجبهة الشامية”، ومشيرا إلى أن المسلحين يستخدمون 2 باكير و1 بلدورز، في حفر أعلى التل الأثري بحثاً عن الأثار.

ومنذ إطباق الاحتلال العسكري التركي، استخدم جيش الاحتلال التركي ومسلحوه اجهزة متطورة للكشف عن الاثار والمعادن، وسبق أن أكد أهالي أن جيش الاحتلال اخرج كميات من الذهب المدفون في قرية بعرافا على الاقل، إضافة للحديث الدائم عن التنقيب في تلال عفرين الاثرية، والتي يؤكد خبراء الاثار تضمينها طبقات عدة، وبالتالي احتواء اثار من حقب مختلفة تعود لحضارات تعاقبت على المنطقة.

وبداية نوفمبر الماضي، عرض مستوطن يدعى “محمد العلوش” وينحدر من محافظة ادلب، صوراً للوحات فسيفسائية، لم يعلق عليها بشيء على صفحته في الفيسبوك، لكنه رد على تعليقات أصدقاء له استفسروا عن موقع اللوحات، حيث أجاب إنها في النبي هوري.

ويسعى الاحتلال التركي إلى سرقة كافة الاثار التي تعود للتراث الإنساني العالمي، أو تدميرها، كما فعل عندما قصف خلال غزو عفرين يناير العام 2018، تلال اثرية كتل عين دارة الاثري، وهو ذات التل الذي حوله مسلحو الفصائل المرتزقة إلى ساحة للتدريب العسكري، دون أدنى اعتبار لأهمية تلك المواقع التاريخية للبشرية جمعاء.

وتؤكد الوقائع على الارض في عفرين، أن المستوطنين والمسلحين يقومون بالتنقيب العشوائي في عفرين، حيث لا يخشون تعقبهم من قبل الاحتلال التركي كونهم يعملون لصالحه، فيما كان استعراض المستوطن للآثار التي تم العثور عليها في النبي هوري، دليلاً آخر على مدى اللامبألاة التي ينظرون بها للمجتمع الدولي ومؤسساته، الصامتة عن كل الجرائم المرتكبة بحق أهالي عفرين وحجرها وشجرها، وهو ما بات يدفعهم للكشف عن أنفسهم ونشاطاتهم دون خشية من أي مُلاحقة.

وسبق أن عمدت الفصائل المرتزقة إلى حفر ونبش تل قرية برج عبدالو بواسطة آليات ثقيلة، وجرى استخراج تماثيل كبيرة كتمثال الأسد الموجود على تل عين دارا الأثري، وفق ما بينته صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.