حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الاحتلال التركي لعفرين من سياسة تركيا الممنهجة لتغيير التركيبة الديمغرافية في المنطقة، حيث تم تهجير أكثر من نصف سكانها وتوطين آلاف العائلات فيها، ولم يتحرك المجتمع الدولي لمنع هذه الممارسات الممنهجة.
تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر التي نفت حدوث تغيير ديمغرافي في عفرين، لاقت استياءً واسعًا من قبل أهالي عفرين والنازحين في مخيمات النزوح.
وطالب أهالي عفرين بموقف دولي جاد لوقف الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها في منطقة عفرين المحتلة منذ عام 2018. وقد تم تهجير مئات الآلاف من العائلات من منازلهم الأصلية وتوطين عائلات أخرى من مناطق أخرى في سوريا.
وأكد شهود عيان للمرصد السوري، منهم نازح من قرية غزوة في ناحية شيراوا بريف عفرين بأن الفصائل الموالية لتركيا سرقت محتويات منزله ومؤونة عائلته واتهموه بالعمل مع “الإدارة الذاتية”، مما دفعه لمغادرة المدينة تحت تهديد السلاح، كما استولت الفصائل على منزله بعد مغادرته.
وأشار نازح أخر للمرصد، إلى أن فصائل “الجيش الوطني” استولوا على منزله ومحتوياته بالقرب من مشفى ديرسم واستولوا أيضًا على منزل شقيقه بالقرب من مشفى آفرين. كما اعتقلوا عمه بعد أن داهموا منزله، بذريعة إجراء مكالمات والتواصل مع أقربائه، فيما أفرج عنه لاحقا مقابل 400 دولار أميركي.
وذكر أيضاً، بأن محاصيل الزيتون لم تسلم منهم، حيث تم الاستيلاء على حوالي 400 شجرة زيتون بالقرب من ناحية جنديرس بريف عفرين، وهددوا أقربائه بالقتل في حال المطالبة بأملاكه.
بدوره، استنكر نازح من عفرين المحتلة، تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، الذي نفى وجود عمليات التغيير الديمغرافي، مطالباً المسؤول الأمريكي بالتوجه إلى أرض الواقع وإجراء زيارات رسمية للمدينة لرؤيته حجم الانتهاكات والتغيير الديمغرافي في المنطقة.
وبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تم توطين أكثر من 4310 عائلة من محافظات سورية أخرى في عفرين بعد تهجيرهم من مناطقهم الأصلية.
كما تم توثيق اختطاف واعتقال أكثر من 7898 شخصاً من أهل عفرين، وما زال 1082 منهم محتجزين، وتم الإفراج عن البقية بعد دفع فدية مالية.