“التغيير الديموغرافي” في الشمال السوري..أبرز خطط “أردوغان”في ولايته الرئاسية الجديدة

أعلن الرئيس التركي “رجب أردوغان” في خطاب النصر ليلة فوزه بالانتخابات عن نية بلاده بالتعاون مع قطر توطين أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية شمال سوريا.

ويرى متابعون، أن تصريح “أردوغان” دليل واضح على استمرار نهج بلاده في المضي قدماً بتنفيذ سياسة “التغيير الديموغرافي” الذي بدأته إبَّان احتلالها لمدينة “عفرين” الكردية شمال “حلب” عام 2018.

وفي التاسع والعشرين من الشهر الجاري، أي في صبيحة فوز “أردوغان” بالانتخابات، قامت السلطات التركية بإرسال أكثر من/1736/ لاجئاً سورياً إلى مراكز الترحيل القسري، على الحدود التركية السورية، وذلك بغية ترحيلهم إلى داخل الأراضي السورية، من خلال معابر تل أبيض وجرابلس وباب الهوى.

وتقوم تركيا وقطر ومنظمات كويتية وفلسطينية مدعومة من تنظيم الإخوان المسلمين وبتسهيل من الاستخبارات التركية وغطاء من المعارضة السورية ببناء عشرات المستوطات في الشمال السوري، بذرائع إنسانية، وبحجة إيواء اللاجئين السوريين، وآخر هذه المستوطنات كان تحت مسمى “غطاء الرحمة” والتي تضم/8/ أبنية يحتوي كل بناء منها على /12/شقة سكنية، بحسب صفحات ومواقع مقربة من المعارضة السورية.

ومارس الجيش التركي وفصائل مسلحة محسوبة على المعارضة شتى أنواع الترهيب، وأشنع أساليب الفتك بالأهالي، في المناطق الكردية شمال سوريا.

ولم تقف الممارسات الشنيعة عند هذا الحد، بل طالت حتى المعالم الثقافية والتاريخية والرموز والأضرحة الدينية، ولم تسلم منها حتى المرزوعات والحقول، وذلك لإجبار السكان الأصليين على ترك مناطقهم، بحسب شهود عيان.

وتهدف تركيا من وراء ذلك اجتثاث الوجود الكردي في شمال سوريا بالدرجة الأولى، وإعادة صياغة المنطقة اجتماعياً وثقافياً وسياسياً، وتهجير سكانها الأصليين من كرد وعرب وسريان وإيزيديين، مثل قرى ومدن عفرين، ومدينة جرابلس، والخط السكاني الواصل منها إلى مدينة الباب ومنبج، بحسب تقارير صحفية.

وبالتوازي مع كل ذلك، تقوم تركيا ببمارسة سياسة “الإحلال الثقافي”، وهي لا تقل خطورة عن سياسة “التغيير الديموغرافي”وذلك من خلال إحياء الإرث العثماني، وفرض تدريس اللغة التركية بدلاً من اللغتين العربية والكردية.

ويرى ساسة ومثقفون سوريون أن عملية “التغيير الديموغرافي” التي تقوم بها تركيا بحجة إعادة اللاجئين السوريين إلى الأراضي السورية، ماهي إلا امتداد لنهج حزب “البعث” الذي قام بتهجيير الكرد من مناطقهم في الجزيرة السورية، ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بحجة إنشاء مايسمى بالـ”حزام العربي”.