العلاقات الروسية الإيرانية على أرض سوريا

تخلق روسيا التناقضات مع إيران على أرض سوريا، بتنسيق استخباراتي مع أميركا، فمن المعروف أن أي ضربة تتوجه لمناطق الحكومة السورية وحلفاؤها من المجموعات المسلحة الإيرانية هي بموافقة روسية كون المجال الجوي في تلك المناطق هو تحت السيطرة الروسية، وأي ضربة جوية في تلك المناطق لا تتم إلا بموافقة روسيا.

فإذا الهجمات الأميركية على مواقع نفوذ إيران وكذلك الضربات الإسرائيلية على مناطق الحكومة السورية أيضاً كلها بضوء أخضر روسي.

ففي 28 من كانون الثاني، قالت القيادة المركزية للجيش الأميركي إن هجوما بطائرة مسيرة شنته جماعات موالية لإيران أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة 34 آخرين، ووعد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بالانتقام من الجماعات الإيرانية “في المكان والزمان المناسبين”.

وقبل شن الولايات المتحدة ضربتها الانتقامية، اعتبرت مصادر موالية لإيران، الأنباء التي تتحدث عن سحب الحرس الثوري الإيراني لعدد من مستشاريه وكبار ضباطه من سوريا، أنها تأتي في “إطار التهويل” مع استمرار القصف الإسرائيلي على البلاد.

ونفت مصادر لقناة “الميادين” الموالية لإيران، ما تم تداوله عن تقليص الحرس الثوري لانتشار مستشاريه في سوريا، وقالت المصادر إنه طُلب من المستشارين الإيرانيين التواجد في سوريا من دون اصطحاب عائلاتهم معهم.

بينما كانت خمسة مصادر مطلعة قالت لوكالة رويترز إن الحرس الثوري الإيراني سحب كبار ضباطه من سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية، وسيعتمد بشكل أكبر على الميليشيات المتحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.

فيما بعد، أعلنت القيادة المركزية الأميركية استهداف عشرات المواقع التابعة للجماعات المسلحة الإيرانية في سوريا والعراق، رداً على الهجوم الذي شنته جماعات موالية لطهران على قاعدة “البرج 22” بالأردن.

واستهدفت القوات الأميركية أكثر من 85 هدفاً في سوريا والعراق ضد “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيات أخرى تدعمها إيران، وذلك بوساطة العديد من الطائرات التي تضم قاذفات بعيدة المدى، انطلقت من الولايات المتحدة.

واستخدمت القوات الأميركية في الغارات الجوية أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه، وشملت مقار العمليات والقيادة والسيطرة ومراكز الاستخبارات والصواريخ والقذائف ومخازن المركبات الجوية المسيرة، والمرافق اللوجستية وسلسلة توريد الذخيرة لمجموعات الميليشيات ورعاتها من “الحرس الثوري” الذين سهلوا الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف، وفق الجيش الأميركي.

إن إيران لا تنوي الانسحاب الكامل من سوريا، وستعتمد على إدارة عملياتها في سوريا عن بعد بمساعدة حزب الله اللبناني، وفق وكالة رويترز

ولفتت الوكالة “رويترز” إلى أن الحرس الثوري نقل للجانب السوري مخاوفه من تورط قوات الأمن السورية في تسريب معلومات عن قواته.

واتهمت إيران في 25 ديسمبر إسرائيل بقتل رضي موسوي، القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في ضربة شنتها قرب دمشق.

حيث قتل 13 شخصاً بينهم خمسة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني جراء غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في حي المزة في دمشق في 20 يناير.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا كان بين الضحايا.

وتتزامن هذه الضربات مع الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، والتي تزداد الخشية من اتساع رقعتها.

وقد استهدفت إسرائيل منذ ذلك الحين مراراً الأراضي السورية، وطال القصف مرات عدة مطار دمشق وحلب الدوليين، وأيضاً مواقع تابعة لحزب الله.

والأربعاء الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي، أن طائراته الحربية نفذت ضربات على بنية تحتية عسكرية للنظام السوري ليلا ردا على إطلاق صواريخ من سوريا.

ولم يذكر الجيش سقوط ضحايا ولا حجم الأضرار الناجمة عن الغارات.

ونادرا ما تعلق إسرائيل على ضربات تستهدف سوريا، لكنها قالت مرارا إنها لن تسمح لإيران التي تدعم حكومة الرئيس بشار الأسد بترسيخ وجودها في البلد.

وشنّت إسرائيل مئات الغارات الجوية على جارتها الشمالية منذ بدء الحرب السورية عام 2011، استهدفت في المقام الأول القوات المدعومة من إيران وبينها حزب الله اللبناني وكذلك مواقع للجيش السوري.

لكنها كثّفت هجماتها منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في 7 أكتوبر، في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.