أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أن بيان البيت الأبيض كشف عن تحول مفاجئ في السياسة الأمريكية، والتي تبعت المحادثة بين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان.
وأعطى البيت الأبيض الضوء الأخضر لهجوم تركي على شمال سوريا، ونقل القوات الأمريكية إلى خارج المنطقة في تغيير مفاجئ في السياسة الخارجية فإنه سيؤدي في الواقع إلى التخلي عن حلفاء واشنطن منذ زمن طويل.
وترى الصحيفة بأن بيان البيت الأبيض سيُمثل الأحدث في سلسلة من التحركات الخاطئة التي قام بها ترامب، والتي يبدو أنها اتُخذت دون استشارة أو معرفة الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يتعاملون مع سوريا.
وقال روبن غاليغو، أحد المحاربين القدامى في حرب العراق وعضو الكونجرس الديمقراطي عن ولاية أريزونا، على تويتر: “السماح لتركيا بغزو شمال سوريا هو أحد أكثر الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. لن يثق الكرد بأميركا مرة أخرى، سوف يبحثون عن تحالفات جديدة”.
وأشار البيان إلى أنه مقابل موافقة الولايات المتحدة على الهجوم التركي، أكّد أردوغان لترامب أن تركيا ستتولى احتجاز داعش الذين أسرتهم قوات سورية الديمقراطية في ساحة المعركة.
وحذّر خبراء سوريا من أن تخلي الولايات المتحدة عن قوات سوريا الديمقراطية سيؤدي إلى جبهة جديدة أخرى في الصراع السوري المستمر منذ ثماني سنوات، وقد يدفع الكرد إلى البحث عن ترتيب مع نظام الأسد في دمشق.
أما صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية فرأت بأن دونالد ترامب سيقوم بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، مع إعطاء الضوء الأخضر لعملية عسكرية تركية مثيرة للنزاع في المنطقة، وسيقدم مسؤولية قتال داعش في المنطقة إلى أنقرة.
يبدو أن الخطوة تُمهد الطريق لتوغل تركي مهدد منذ فترة طويلة في سوريا من شأنه أن يُنذر حلفاء واشنطن الأوروبيين. كما سيثير غضب الكثيرين داخل المؤسسة العسكرية والأمنية الأمريكية، الذين عرقلوا الوعد السابق لترامب بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا.
ويشعر معارضو الغزو التركي بالقلق من أن الهجوم على شمال سوريا، سيُعرض المكاسب التي حققها التحالف الدولي ضد داعش للخطر.
من المرجح أن تتفاقم هذه المخاوف من خلال الإعلان عن تسليم الولايات المتحدة مسؤولية داعش الأسرى إلى تركيا.