منذ عقدين من الزمن، تعمل تركيا على توسيع وجودها في القارة السمراء، التي تمتلك، وفق تقديرات اقتصادية، نحو 65 في المائة من الموارد العالمية التي لم يجرِ العمل على استغلالها.
وعقب موجة الانقلابات في دول الساحل الأفريقي، التي بدأت عام 2020 من مالي، وتراجع النفوذ الفرنسي في غرب أفريقيا، زادت تركيا تحركاتها عبر قنوات التسليح والتعاون الاقتصادي لتكون شريكاً حاضراً بقوة في المنطقة التي تشهد سباق نفوذ بين القوى العالمية.
وأكدت المصادر بانه تم نشر ألف عناصر من الفصائل السورية، في النيجر خلال الأشهر الـ 12 الماضية بهدف حماية المصالح والمشاريع التركية في دولة الساحل.
هؤلاء الفصائل السوريين يتم نقلهم من المناطق المحتلة في سوريا إلى تركيا ومن ثم يتم إرسالهم عبر المطارات التركية (إلى النيجر) بواسطة طائرات عسكرية تركية.
وقالت الوسائل الاعلامية بأن نقل الفصائل يحدث من خلال شركة السادات الدولية للاستشارات الدفاعية، وهي شركة عسكرية خاصة تابعة للاحتلال التركي.
حيث يتقلى الفصائل هناك مبلغ شهري يقارب 1000 دولار، في حين دفعت تركيا لهم اجور 4 اشهر ففط خلال 9شهور.
واكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بإن الفصائل السوريين التابعة للاحتلال التركي يتمركزون في المنطقة الحدودية بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، والهدف من إرسال الاحتلال التركي الفصائل إلى النيجر لحماية ”مشاريع أنقرة ومصالحها.“
أهم الأطماع والأهداف العثمانية الجديدة من إرسال الفصائل السوريين إلى النيجر هو من أجل الثروات الطبيعية، فنيجر غنية باليورانيوم الذي يُستخدم في الطاقة النووية، وهو مورد ذو قيمة استراتيجية. تركيا تسعى لتعزيز وجودها في هذا القطاع للاستفادة من هذه الموارد.
والاستثمارات الاقتصادية، حيث تعمل تركيا على زيادة استثماراتها في مجالات البنية التحتية والطاقة والتجارة في النيجر، هذا يعزز نفوذها الاقتصادي ويتيح لها فرصًا لتعزيز وجودها في المنطقة.
وايضا التعاون العسكري والأمني، فتسعى تركيا لتوطيد علاقاتها الأمنية مع النيجر من خلال التعاون العسكري، حيث تقدم دعمًا لوجستيًا وتدريبًا للقوات النيجرية في مواجهة التهديدات في منطقة الساحل.
كما أنه هناك التنافس الدولي، وذلك من أن تركيا تهدف إلى تعزيز مكانتها في أفريقيا ومنافسة القوى الكبرى الأخرى مثل فرنسا والصين، مما يعزز دورها في الساحة الدولية.
باختصار، الأطماع التركية في النيجر تشمل تعزيز النفوذ الاقتصادي والسياسي والعسكري لتحقيق مصالحها الاستراتيجية في أفريقيا، بحسب المحللين.