المجلس الوطني الكردي بين شرقي الفرات وغربه

 

تتوارد الأنباء من قبل وسائل الاعلام المحلية والغربية حول نية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية من استكمال جولات الحوار الكردي- الكردي، وقد ترافقت هذه المعلومات  ومنذ بداية العام الجاري بحملات مكثفة من قبل الدولة التركية لتعويم الشرائح الكردية ضمن الائتلاف الوطني ولعل هذه الخطوات السريعة التي تقوم بها الدولة التركية عبر أدواتها في المناطق التي قامت بإحتلالها تهدف بشكل أو بأخر إلى ابراز ” عجز القيادة السياسية الكردية ” في مناطق شمال شرق سوريا على الوصول إلى صيغة تشاركية توافقية بين كافة الأطراف.

وقد أثارت الزيارة التي قام بها وفد مما يسمى بـ ” رابطة المستقلين الكرد ” إلى مدينة سري كانيه المحتلة من قبل فصائل المرتزقة مطلع العام الجاري والبدء بالبحث عن أماكن لافتتاح مكاتبهم ضمن المناطق المحتلة حديثاً العديد من إشارات الاستفهام حول مضمون هذه الزيارة والسبب الكامن خلف ذلك مع العلم بأن هذه الكيانات كانت مهمشة إلى حداً كبير منذ بداية تأسيسها، لكن منذ اعلان إنطلاق جولات الحوار الكردي – الكردي في نيسان 2020  باشرت الدولة التركية بتعويم الورقة الكردية ضمن الائتلاف ومنح بعض التسهيلات لأعضائهم وقاده تلك الكيانات

إن هذه التحركات جاءت بشكل مكثف منذ بداية العام الجاري 2021 وتوسعت إلى أن تم ضم رابطة المستقلين الكرد إلى الائتلاف الوطني بصفة كيان مستقل بالرغم من وجود بعض الاتفاقات والمعاهدات بين الائتلاف الوطني وبين المجلس الوطني يمنع بموجبه انضمام أي كيان أو شخصيات سياسية كردية بصفة مستقلة إلا في حال انضمامهم تحت مظلة المجلس الوطني الكردي.

من جانب أخر في وسياق تحركات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في إطار تعويم الورقة الكردية ومحاولة احتواء الموقف حول استمرار الانتهاكات التي تقوم بها فصائل المرتزقة في عفرين فقد قام رئيس الائتلاف الوطني نصر الحريري في أوائل شهر أذار/ مارس بزيارة إلى مدينة أربيل والذي التقى خلال زيارته الرئيس السابق لجنوب  كردستان مسعود البرزاني وجرى خلال اللقاء وفقاً لما أفادت به دائرة الاعلام والاتصالات في الائتلاف الوطني بأنه تمخض عنه تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في سوريا واحتضان باشور كردستان للاجئين السوريين، فيما أكدت دائرة الاعلام في الائتلاف على مضي الإقليم في دعم الشعب السوري بمختلف فئاته في حربه ضد الجماعات المسلحة في سوريا التي “تقتل” الشعب السوري، هذه الادعاءات والمعلومات التي صدرت عن الائتلاف كانت وفقاً لمراقبين تمهيداً لإقتراح مشروع سيخرج للضوء عما قريب نظراً إلى تشديد الائتلاف في زيارته على نقطة واحدة وهي حقوق المكون الكردي في سوريا.

واستناداً إلى ما ورد فقد كانت البرقية التي أرسلها الائتلاف الوطني بذكرى عيد نوروز في الـ 20 من اذار/ مارس الماضي إلى جانب مشاركة رئيس الائتلاف  المدعو نصر الحريري إلى جانب أعضاء من رابطة المستقلين الكرد في عفرين وحضور عدد من أعضاء حزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا إلى الاحتفالات التي أقيمت في عفرين تؤكد نية الائتلاف والدولة التركية استغلال وتعويم الورقة الكردية، هذه المعلومات جاءت في وقت كثر فيه الحديث عن التقارير الصادرة من مدينة عفرين والتي تقوم باعدادها وسائل اعلام غربية على رأسهم صحيفة نيويورك تايمز حول استقرار الأوضاع في مدينة عفرين وأن غالبية المقيمين في مدينة عفرين فروا من بطش القوى المسلحة في سوريا بما فيهم النظام السوري مع التأكيد حول ” أن الجيش التركي قد حمى السوريين وقد قام بتأمين عودة السوريين إلى الأراضي السورية.” .!

هذه المعلومات تترافق مع الانحياز التام الذي تقوم بها بعض الشخصيات الكردية المحسوبة على الكيانات السياسية التي تخوض اليوم جولات الحوار الكردي – الكردي برعاية الولايات المتحدة الامريكية وقوات سوريا الديمقراطية ولعل هذه الانحياز وهذا التعويم من قبل الدولة التركية للورقة الكردية والكيانات السياسية الكردية والتي كان أخرها تشكيل الهيئة العليا لكرد سوريا في مدينة عفرين واعطائهم صلاحيات موسعة للتحرك داخل مدينة عفرين وكافة المناطق المحتلة من قبل الدولة التركية تنذر بمشروع تقسيم تحاول الدولة التركية القيام به من خلال بعض الشخصيات المحسوبة على الائتلاف الوطني وعلى راسهم الشخصيات الكردية الموجودة في مدينة عفرين.

نستنتج من ذلك انه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة الكردية وبما فيهم قوات سوريا الديمقراطية لإنجاح الحوار الكردي الكردي تسعى فيه الدولة التركية وعبر الائتلاف الوطني وبعض الأدوات التي عمدت إلى تأسيسها مؤخراً والاعتماد على بعض الشخصيات الكردية التأثير على مجريات الحوار الكردي – الكردي، هذه المؤشرات كان قد جرى تثبيتها في وقت سابق وذلك أثناء قيام رابطة المستقلين الكرد وبعض الشخصيات الكردية في مدينة عفرين من اصدار بيان يضم أسماء وهمية لـ 700 شخص يرفضون فيه وصاية الإدارة الذاتية على مناطق شمال شرق سوريا ويرفضون فيه الأحزاب الكردية بالمجمل بما فيهم أحزاب المجلس الوطني الكردي، فهل هذه الخطوات وفي هذا الوقت تنذر بتصدع قد يشهده المجلس الوطني الكردي وينقسم المجلس الوطني الكردي بين شرقي الفرات وغربي الفرات.؟

 

NRLS