قرر ENKS عدم فتح مكاتبه في شمال وشرق سوريا بسبب درايته بأن حاضنتهم الشعبية تقلّصت بشكل كبير، وانها ستؤثر على علاقتها بتركيا، وأكدوا على ضرورة تشويه صورة الإدارة الذاتية.
توحيد الصف الكردي في مناطق شمال وشرق سوريا، هو مطلب عموم الشعب في المنطقة، وبالرغم من مساعي بعض الجهات، ومنها فرنسا، والمؤتمر الوطني الكردستاني لتقريب وجهات النظر، وتقديم مبادرات ومقترحات لتوحيد الصف الكردي إلا أنه إلى الآن لم يتم.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سعى لتقريب وجهات النظر بين الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكردي عبر مبادرة فرنسية، وذلك خلال استقباله لوفد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية بتاريخ الـ 19 من نيسان الماضي، حيث اجتمع ممثلون فرنسيون مع مسؤولين في المجلس الوطني الكردي.
مصدر مُطّلع أفاد بأن أعضاء الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية عقدوا اجتماعاً، في 8 تموز في باشور (جنوب كردستان)، لمناقشة المبادرة الفرنسية، وحضر الاجتماع كل من إبراهيم برو ونوري بريمو ومحمد إسماعيل وبشار أمين وفصلة يوسف وفؤاد عليكو.
خلال الاجتماع، وبحسب المصدر، ناقش الحضور المبادرة الفرنسية وخاصة فيما يخص افتتاح المجلس الوطني الكردي مكاتبه في مناطق شمال وشرق سوريا.
المصدر أوضح بأن المجتمعين أصرّوا على ضرورة عدم فتح مكاتبهم ضمن إقليم الجزيرة، برغم من أنّ الفرنسيين حثوا المجلس على ضرورة فتح مكاتبهم ومزاولة عملهم ضمن شمال وشرق سوريا.
المقترح الفرنسي لم يكن جديداً
مسألة فتح أحزاب المجلس الوطني الكردي مكاتبه في شمال وشرق سوريا لم يكن مقترحاً جديداً، فقد ورد هذا المقترح ضمن مبادرة المؤتمر الوطني الكردستاني – روج آفا، التي أطلقها بداية العام الحالي بهدف توحيد الصف الكردي، حيث اقترح المؤتمر على الإدارة الذاتية السماح للأحزاب غير المرخصة فتح مكاتبها في المنطقة، وعليه وافقت الإدارة على مقترح المؤتمر، وأصدرت بياناً بهذا الخصوص بتاريخ الـ 5 من كانون الثاني، أشارت فيه بأن كافة الأحزاب ومن ضمنها الأحزاب غير مرخصة بإمكانها فتح مكاتب لها في المنطقة، لتؤكد بأنهم كإدارة مع إيجاد حل للتناقضات بين الأطراف الكردية في شمال وشرق سوريا.
لماذا ترفض أحزاب ENKS فتح مكاتبها؟
بحسب المصدر. يصرّ المجتمعون على ضرورة عدم فتح مكاتبهم ضمن إقليم الجزيرة، فما السبب؟.
خلال الاجتماع، ظهرت هذه الأسباب حيث أكد المجتمعون بأن المجلس الوطني الكردي ENKS ليس له أي دور فعّال في المنطقة، كما أنهم أوضحوا بأن حاضنتهم الشعبية تقلّصت بشكل كبير في إقليم الجزيرة.
السبب الآخر الذي تطرّق إليه المجتمعون هو أن فتح مقرات الأحزاب يعني اعترافاً بالإدارة الذاتية، وهذا الاعتراف سيؤثر بشكل سلبي على علاقاتهم مع الدولة التركية، بالإضافة إلى أنهم قالوا بأنه في حال فتحوا مقراتهم في مناطق شمال وشرق سوريا لن تكون لديهم أي ذريعة لتشويه صورة الإدارة الذاتية، ولن يكون لهم أي ورقة يستطيعون من خلالها تشويه صورة الإدارة الذاتية في المحافل الدولية.
إذاً على ماذا اتفقوا خلال الاجتماع؟
المصدر أكّد أن أعضاء الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية لـ ENKS اتفقوا خلال الاجتماع على ضرورة تشويه صورة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والتشهير بها عبر البيانات والإشارة فيها بأن هذه الإدارة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وأنه يجب عليهم العمل بشكل دؤوب على أن لا يحضر ممثلي الإدارة الذاتية الاجتماعات والمؤتمرات الدولية، معللين ذلك بأن ” حضور ممثلي الإدارة الذاتية في أي محفل دولي سيؤثر سلباً على المجلس الوطني الكردي”.
(المصدر: وكالات)