مع قرب دخول الأزمة السورية لعامها الثالث عشر توالياً وفي ظل غياب وجمود الحلول السياسية، شهد شهر شباط الماضي ارتفاعاً كبيراً في أعداد القتلى والضحايا جراء استمرار الحرب والصراع على السلطة، يتزامن ذلك مع الأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة وتزايد نسبة الفقر مع وصول بعض المجتمعات لحافة الجوع.
وفي إحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن شهر شباط الماضي شهد مقتل وفقدان 405 أشخاص حياته، توزعوا على الشكل التالي، 142 مدني، نتيجة التعذيب في السجون والاقتتالات ومخلفات الحرب وعمليات القصف من قبل قوات حكومة دمشق وجيش الاحتلال التركي وجرائم قتل نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة، ونشاط داعش، وقصف إسرائيلي.
أما من غير المدنيين بلغت حصيلة القتلى خلال شهر شباط 263 قتيلاً، هم 69 من قوات حكومة دمشق، و15 من داعش و 51 من عناصراللجان الشعبية ومسلحي الدفاع الوطني ومسلحين موالين لدمشق و30 من الإيرانيين و11 من حزب الله، وغيرهم.
وتأتي هذه الحصيلة رغم كل المحاولات التوصل لحلول وإيقاف التلاعب بمستقبل السوريين وقرارات مجلس الأمن، مع غياب بوادر الحلول السياسية في ظل استفراد بعض الأطراف الإقليمية والدولية بمسار الحل وإقصاء السوريين وممثليهم الحقيقيين منها.