من أبرز الأسباب الحقيقية التي تعقّد الأزمة في سوريا وأهم الجوانب التي حرّفت المعنى الحقيقي للثورة في سوريا هي المعارضة (كما تسمي نفسها) والتي تشكل بكامل تفاصيلها هيكلاً أجوفاً لا معنى له ولا قيمة، حيث منذ بداية الحراك في سوريا ما تطرحه المعارضة ليس فيه فارق عما يريده النظام السوري وكذلك الحلول التي يتم طرحها هي ذاتها التي سبّبت الأزمة والتعقيد في سوريا ومن أهمها:
– غياب القراءة الحقيقية لواقع سوريا الجغرافي والتعددي.
– إنكار مقومات كثيرة هي التي تدعم قوة سوريا وشعبها ومنها القضية الكردية.
– الأفق الضيقة في الطرح المستقبلي الذي يعزز السلطة ويُضعف المشاركة والتعددية الفعلية.
– التحول لأداة بيد تركيا وهيمنة الإخوان المسلمين على المفاصل الرئيسية في هذا الجسم العبء على السوريين.
حيث أن منظور المعارضة لا يختلف عن النظام ولا سيما أن الأشخاص الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة هم جزء من مشروع الحرب من أجل السلطة ويريدون استبدال الحكم في سوريا بنمط يوازي التغيير الشكلي في البلاد. لكن؛ ضمنياً يعملون على تطوير نموذج الهينمة الأحادي، كمقارنة وإن كانت غير عادلة؛ كونها بدون فوارق ملموسة في محض التغيير والضغط الدولي والكثير من التطورات وأيضاً بإدراكه لبعض النقاط المهمة في مسيرة حكمه ربما النظام السوري. وإذا قارناه بالمعارضة يبقى أفضل منها لأسباب وهي أن النظام يريد البقاء مع تقبل التغيير وإن كان محدوداً في أركانه. لكن؛ المعارضة قبل أن تأتي تنتهج وتعمل ممارسات خطيرة ومنها انخراطهم ودعمهم لمشروع دولة الاحتلال التركي في التطهير العرقي بسوريا، لا بل كانوا العماد فيه. هذا المشروع إبادي ويغير من معالم سوريا وشعبها، لا بل يلغي وجود وهوية الشعب السوري، هذا المشروع أسوء من الاحتلال نفسه الذي احتمالات إخراجه واردة بقوة لكن الإبادة خطر غير محدود.
هذا النمط من الذين يتحدثون باسم السوريين هم آفة خطيرة ولا يمكن الحد من دورهم إلا بالنضال الديمقراطي والذي تمثله شعوبنا في شمال وشرق سوريا بقوة وكذلك بانفتاح حكومة دمشق على التغيير وعدم السماح في إنجاح مشروع هؤلاء العبثيين في سوريا بعد أن كانت الحكومة المذكورة سبباً لتطوير مشروعهم (المعارضة العبثية) بعد أن أصّرت على التحرك وفق نهج فردي دون الانفتاح على الواقع العملي في سوريا.
عملياً ما تفعله الجماعات المنضوية تحت مسمى المعارضة المحكومة بقرارات تركية هو تنفيذ مشروع يعيق التقدم نحو الحل الوطني السوري. وما مسار أستانا الأخير وقبله مسارات كثيرة إلا لتكريس الهيمنة التركية وشرعنة مشروع أردوغان في سوريا القائم على الإبادة، خاصة فيما يتعلق بمعاداة التوجه والحل الديمقراطي في سوريا من قبل الإدارة الذاتية؛ ما يعني إن التقاء دمشق، موسكو وأنقرة في منع نجاح هذا المشروع الهام لسوريا ولشعبها هناك عودة إلى نقطة الصفر من قبل المعارضة ألا وهو الانسجام في الفكر والمنهج مع النظام السوري. بهذه الحالة وهذه الذهنية؛ فإن السوريين بين سندان الإبادة ومطرقة الحكم المطلق؛ ما يخلق الفوضى، والصراع، والتناحر. ولن يستفيد من ذلك إلا هذه الجهات التي تمثل عنفات الصراع وتستثمره للبقاء بغض النظر عن النتائج.