“المـ.ـهربين” يتواطـ.ـؤون مع الفصـ.ـائل المسـ.ـلحة ويسـ.ـتغلون الشباب قاصدي الهجرة

بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، يلجأ الشباب إلى الهجرة وخاصة في المناطق المحتلة تركياً لخارج سوريا قاصدين الدول الأوروبية.

ومن ينوي الهجرة فعليه سلك طرق غير شرعية “التهريب” لعبور حدود البلاد بلداً بلداً حتى الوصول إلى الجهة المقصودة.

تزداد وتيرة الهجرة في فصل الصيف، فدرجات الحرارة العالية أفضل من المنخفضة والطرق تكون أسهل على حد قول “المهربين” للقاصدين الهجرة.

إن الطرق الغير شرعية هذه تكلف مبالغ باهظة، تُدفع دون التأكد من الوصول أو لا، وتتراوح مبالغ طرق التهريب هذه ما بين 18000$ إلى 22000$، فإما أن يصل قاصد الهجرة لوجهته وإما يعتقل من قبل الفصائل التركية المسلحة، وإما الغرق الذي كان مصير المئات من شبان المنطقة.

ففي سوريا تحتل تركيا ٣ منافذ حدودية لخارج البلاد في كل من تل أبيض، ورأس العين، وإدلب، أكثر المنافذ اختياراً وأخطرها هي تل أبيض ورأس العين المحتلتين، وتكمن خطورة هذه المنافذ من خلال الآتي، يحدد تاجر البشر “المهرب” لقاصد الهجرة أحد المنفذين الحدوديين المذكورين الأكثر خطورة لقاصدي الهجرة، مقابل مبالغ مالية باهظة كما سبق الذكر، ويكون هذا المهرب على صلة مباشر مع استخبارات الاحتلال التركي وفصائله المسلحة، فيتقاضى تاجر البشر المبلغ المتفق عليه، وعندما يصل قاصدي الهجرة “الشبان” وخاصة الكرد منهم، تعتقلهم فصائل تركيا المسلحة فهم على دراية متى سيصل هذا الشخص ولأي مكان من “المهرب”، يتم اعتقالهم ومصادرة كل ما بحوزتهم من أموال وهواتف محمولة وتبقى أخبارهم مقطوعة عن ذويهم لأيام لابتزازهم وتدمير حالتهم النفسية، ومن ثم يتواصلون مع أهالي الشبان المعتقلين وطلب مبالغ مالية باهظة إضافية عدا عن تلك التي تقاضاها تاجر البشر “المهرب” سابقاً.

ومن خلال تقريرنا نريد أن ننوه الفئة الشابة ونحذرهم من التلاعب بهم، واقتيادهم وذويهم إلى مصيرٍ لا يُراد، فدولة الاحتلال التركي وفصائلها المسلحة تتصرف مع المعتلقين بدون رحمة ولا شفقة إلا أن يتم دفع المبالغ المطلوبة، ناهيك عن المماطلة بالتعامل للضغط على ذوي الشبان أكثر وأكثر، وحتى هذه اللحظة هناك العشرات من المعتلقين في كل من تل أبيض ورأس العين المحتلتين، مصيرهم معلق ومجهول فإما يتم دفع المبالغ المطلوبة أو يُسلمون لاستخبارات الاحتلال التركي أو سيُقتلون.

يُذكر بأن العشرات من الشباب والنساء والأطفال استُهدفوا وقتلوا برصاص الجندرما التركية وذلك أثناء محاولاتهم بالهرب من المناطق التي تحتلها تركيا من سوريا، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والانتهاكات الممارسة بحق المدنيين في تلك المناطق، فإما أن يقبل المواطن بكل هذه الانتهاكات وإما أن يُقتل.