المفاوضات بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية…ماذا تفعل روسيا في الوسط

المفاوضات بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية…ماذا تفعل روسيا في الوسط
كانت الرحلة الأولى لمسؤولين من الإدارة الذاتية النواة الأولى أو البذرة التي سيرت عليها مفاوضات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ، مع الحكومة السورية التي لم تأتي بنتائج ملموسة ولا تفاهمات مرئية إلى الآن دون ما حدث من انتشار للقوات الحكومة السورية في بعض النقاط الحدودية مع تركيا أبان، الهجوم التركي الأخير واحتلال سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض.
الرحلة التي انطلقت في 24 كانون الأول من نهاية عام 2018 من مطار قامشلو، وتوجهت بداية إلى قاعدة حميميم الروسية في سوريا، والتقى وفد الإدارة الذاتية مع مسؤولين روس ممثلين عن الحكومة السورية بحكم الضغط الروسي الكبير على الأسد .
وبحسب معلومات اللقاء تم بناءً على طلب وفد الإدارة ، وطرح خلاله خريطة طريق لاستئناف الحوار مع دمشق.
وكانت فحوى هذه الخريطة حماية قوات الحكومة للحدود الشمالية مع تركيا، وضمان التوزيع العادل للموارد والثروات الباطنية الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» وإقرارها في الدستور، على أنْ يكون نظام الحكم «لا مركزيا».
ما يقوي جانب الإدارة الذاتية ويجعل الحكومة تفكر ملياً في كل فكرة للتفاوض سيطرتها على سدود نهر الفرات وحقول النفط والموارد الزراعية والاقتصادية والمعابر الحدودية في الشمال السوري،
حين يشكل موضوع الاقتصاد مدخلاً سهلاً لإيجاد توافقات مشتركة بين الطرفين، وذلك لتداخل المصالح وتبادل المنافع بينهما؛ فبينما تسيطر الإدارة على منابع النفط والغاز ومناطق زراعة القمح والقطن، إلا ان مسألة اخراجها من سوريا وتسويقها يعتبر صعباً بعض الشيء.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في وقت سابق قبل أن تتبدل تصريحات النظام السوري بشأن الإدارة الذاتية إن السوريين الأكراد “يريدون شكلا من أشكال الإدارة الذاتية ضمن حدود الجمهورية العربية السورية.. وهذا الموضوع قابل للتفاوض والحوار”. وأضاف “عندما ننتهي من القضاء على داعش يمكن أن نجلس مع أبنائنا الأكراد ونتفاهم على صيغة للمستقبل”.
و كانت هذه المرة الأولى التي يبدي فيها مسؤول سوري كبير انفتاحه على نقاش بشأن مسألة الإدارة الذاتية للأكراد، الذين أعلنوا بعد اندلاع الأزمة السوري إقامة نظام فيدرالي في تواجدهم شمال وشمال شرق البلاد.
منذ بداية الآزمة السورية توغلت كلاً من روسيا وإيران في الأرض السورية، إيران التي تعمقت في العديد من المناطق السورية الجنوبية ودير الزور وريف دمشق حتى إنها أثرت على المجتمع السوري هناك، وانشئت ميليشات تابعة لها، أي انها من الأطراف المؤثرة وبشكل كبير في كل حدث يجري على الأرض السورية ويعتلق بالحكومة السورية التي قدمت لها كافة التسهيلات.
ورسيا التي تعرف بحليفة الأسد الدودة التي تعتبر ممثلا عنه في كل المفاوضات والنقاشات الدولية حول الوضع السوري.
الدور الإيراني والروسي في المفاوضات بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية يعتبر مثل، الحجة والبرهان، ففي كل مرحلة او حلقة من التفاوض تخرج إيران أو روسيا ، لتشيران إلى هذا التفاوض على أنه ورقة ضغط للحكومة السورية على الإدارة الذاتية ويجعلها توافق على شروط التفاوض .
هنا يجب الإشارة إن روسيا تلعباً دوراً كبيراً في جر المفاوضات، وتستغل بذلك تحقيق مصالحها، ومن المعلوم انها التي تفرض على الحكومة السورية اهم الأمور التي تتعلق بالأزمة السورية.
لذا لماذا لا تسعى روسيا لإكمال حلقة المفاوضات دون الرجوع فيها؟
لكن الدور الإيراني في هذه المسألة يبقى رهن الأحداث المتسارعة التي تسير في الاراض السورية، كونها لا تظهر أي ردة فعل جدية بالعديد من التطورات التي تحدث مكتفية بالتمسك في البقاء في سوريا لأكثر مدة ممكنة.
أي أن روسيا قدمت مصالحها مع تركيا على السعي لإبرام اتفاق مع دمشق. وبهذا الصدد قال مسؤول في الإدارة الذاتية خلال وقت سابق “روسيا لم تقم بدورها وهذا ما دفع إلى انسداد طريق الحوار مع دمشق”.

ولم تعد الحكومة السورية تملك سلطة القرار الذي تحول بيد روسيا منذ تدخلها المباشر في الصراع في العام 2015.