بعد تحرير المناطق الشرقية أطلق النظام السوري ما يسمى (المصالحات) لتسوية اوضاع الأشخاص في تلك المناطق لتقوية نفوذه عن طريق اللجان وشيوخ العشائر والخلايا النائمة التي كانت تعمل لصالحه سابقاً.
أعلن النظام السوري في محافظة دير الزور، والرقة، والبو كمال ما يسمى بمبادرة المصالحة لتسوية اوضاع الأشخاص المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية وهذه الخطوة تكشف عن اجراء سياسي بقيادة حلفاء النظام الروسي. أن الضباط الروس يشرفون بشكل مباشر على لجان المصالحة المنتشرة في مناطق الخاضعة لسيطرة للنظام جنوب شرق الفرات بمساعدة الشخصيات العشائرية ممن لهم اتباع في تلك المناطق، بالإضافة الى المراقبين الروس تواجد ضباط من كافة ومختلف فروع ومراكز المخابرات التي تعمل في تلك المناطق، وتتمركز هذه اللجان الرئيسية في المربع الأمني في حي غازي عياش داخل مدينة دير الزور، وتوجد عدة نقاط في دير الزور، والرقة، مخصصة لهذه العمليات، وهي مقسمة على شكل فروع تقع بالقرب من نقاط المعابر بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام.
ان أكثر المستهدفين هم من كانوا قادة سابقين في الجيش الحر وأمراء في داعش، وعادة تعرف المصالحة بأنها نوع من اتفاق بين اخصام سابقين إلا أن المصالحات التي تجريها النظام والروس هي عملية ذل وأهانه للذين قاموا بالمصالحة وتستعملهم كأداة لتنفيذ اجنداتهم في المنطقة، لاستجرار الاهالي والشباب في المناطق المحررة من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
وقد بين منشقون عن النظام ممن قاموا بتسوية اوضاعهم معاناتهم بعد تسوية اوضاعهم وانضمامهم للفيلق الخامس حيث تم توجيههم الى خطوط التماس الامامية في الجبهات وبالأخص جبهة ادلب وشمال حماة لاقتحام مواقع إرهابيي جبهة النصرة، كما ويتم استخدام بعض عناصر التسويات في مناطق دير الزور للتواصل مع شيوخ العشائر ومع بعض الشخصيات المجتمعية ممن لديهم نفوذ في مناطق الإدارة الذاتية لجر المقاتلين المنضويين تحت راية قوات سورية الديمقراطية لتسوية اوضاعهم عند النظام.
كما وقام النظام السوري بتسوية اوضاع اربع شخصيات عشائرية من الريف الجنوبي من دير الزور كانوا يمثلون (المكتب العشائري) المرتبط بداعش، وهم الان يعملون كوسطاء بين أولئك الذين يريدون الخضوع للمصالحات على الرغم من ان بعضاً منهم شخصيات متهمة بقتل المدنيين. وكما عمل لجان المصالحات على دفع مبالغ مالية كبيرة لبعض شيوخ العشائر لكي يقوموا بالترويج للمصالحات في مناطق قوات السورية الديمقراطية.
اتبع النظام سياسة المصالحة لإعادة بناء شبكات استخباراتية كما انه ركز اهتمامه على الشخصيات التي تعمل لصالحه في مناطق قوات سوريا الديمقراطية وعمل على تنشيط خلايا ما يسمى “المقاومة الشعبية” في مناطق قسد لتنفيذ عمليات خطف واغتيالات وتفجيرات بحق ابناء المنطقة لخلق الفتنة واستياء شعبي من قوات قسد في المنطقة. لأن النظام لم يعد لديه القدرة عسكريا على مواجهة قسد، ويرى في عمليات المصالحات هي الطريق الوحيد والأقل كلفة عسكريا لاستعادة المناطق من قوات سوريا الديمقراطية.
(Dar news)