تصاعدت وتيرة الهجرة إلى الخارج مجدداً، حيث تتعرض مناطق شمال وشرق سوريا لحملات تشويه هادفة ومحفزة على هجرة أبنائها إلى الخارج.
تارة بحجج الوضع الأمني غير المستقر وتارة بحجج واجب الدفاع الذاتي وأحياناً بحجج عدم توفر فرص الحياة الكريمة والكثير من مثل هذه الحجج التي تستخدمها دوائر الحرب الخاصة التي تجد مصلحتها في إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين.
ولكن حجج أن الوضع الأمني غير مستقر والحجج الأخرى باتت غير مقنعة، لما يواجهه المقدمون على الهجرة من أخطار تهدد حياتهم، سواء في الغابات والمناطق النائية شرق أوروبا أو في الجزائر وصحراء ليبيا وغيرها أو في البحر، أو أياً كانت الطرق التي يسلكها المهاجرون.
خاصة وأن هذه الدوائر هي التي تنظم عصابات تهريب البشر وتمارس التهريب الممنهج عبر الحدود البرية والبحرية.
وتقوم هذه العصابات بنهب أموال المهاجرين غير مكترثة لحياتهم، إذ تقوم بشحن فرائسها إما براً فيموتون برداً وجوعاً أو اختناقاً وتجمداً في الشاحنات، أو يضعونهم في قوارب الموت في البحار، وكله مقابل إيصالهم إلى أوروبا وإبعادهم عن أرضهم وتاريخهم، وتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين وتوطين المستوطنين بدلاً عنهم في هندسة ديموغرافية ممنهجة تلبي أطماع المحتلين والطامعين وعلى رأسهم الاحتلال التركي.
وبكل الأحوال تكون عصابات تهريب والاتجار بالبشر قد خدمت دوائر الحرب الخاصة في مهمة التخلص من سكان المنطقة، إما موتاً أو وصولاً إلى أرض الغربة حيث الضياع والصهر.