انتخابات 31 آذار والانتصار المأمول

آلدار خليل –
التطور الذي حققته ثورة روج آفا (شمال وشرق سوريا) وما وصلت إليه اليوم من تأثير بالغ الأهمية في المحيط المحلي والإقليمي والدولي؛ كان نتيجة التنظيم الدقيق والرؤية الاستراتيجية الهامة التي تم بناؤها على أساس قراءة الواقع والتطورات ومن ثم بناء مواقف ومبادئ تُحقق وتؤدي إلى حالة من التغيير العام كحال الواقع الموجود اليوم والذي نشهده خاصة في مناطق شمال وشرق سوريا تطور هام, من أهم نتائجه الحالة التعددية الموجودة والجهود التي تمت في مكافحة الإرهاب وتحول الثورة الديمقراطية في مناطقنا إلى ثورة تدعم الاستقرار والأمن والسلام في عموم المنطقة والعالم من خلال فلسفة الأمة الديمقراطية.
حينما نتحدث عن الثورة؛ فإن المواقف التي ساندت الثورة ودعمتها حاضرة دوماً وتعتبر من الأسس المهمة التي ساهمت في متانة وقوة هذه الثورة، إضافة لعوامل محلية وذاتية بكل تأكيد، حيث إن الدعم الذي تم تقديمه من قبل باكور كردستان لم يكن محدوداً، بل ساهم الدعم المقدم ومساندة المقاومة والمشاركة في الثورة بإحداث تطورات هامة في ثورة شعبنا التي انطلقت من روج آفا، وبكل تأكيد ما تم من دعم ومساندة؛ كان ضمن إطار الوحدة في الهدف والمسيرة، فمقاومة كوباني التي وصل صداها إلى العالم أجمع كان من أهم العوامل التي ساهمت في إيصال حقيقة تلك المقاومة هو التفاف شعبنا في باكور كردستان حولها ودعمها بكل الإمكانات خاصة من قبل الشبيبة التي جاءت إلى كوباني من المرافق والنواحي والمجالات العلمية والمهنية كافة؛ إضافة للاحتجاجات الجماهيرية التي ساندت مقاومة كوباني ووقفت بكل قوة معها في الداخل؛ وهنا لا بد لنا من أن نستذكر كل شهداء باكور كردستان في كوباني وعموم مناطق روج آفا وكذلك شهداء مجزرة برسوس /سروج/ التي حدثت في 20 تموز عام 2015 والتي استهدف فيها آنذاك انتحاري إرهابي تجمع لأكثر من 300 شاب وشابة في حديقة مركز أمارا للثقافة والفن، الشبيبة الذين كانوا من أعضاء اتحاد جمعيات الشبيبة الاشتراكيين وكانوا قد تجمعوا للدخول إلى كوباني، حيث سقط في تلك المجزرة والتي كانت بفعل ودعم الدولة التركية ما يزيد عن 30 شهيد وعشرات المصابين.
لا يمكن أن ننسى أيضاً الدعم الذي تم تقديمه من قبل باكور كردستان في مقاومة عفرين، حيث استشهد في عفرين أيضاً الكثير من أبناء باكور بالرغم من الصعوبات التي كانت موجودة في الوضع أثناء هجوم الدولة التركية الفاشية في عفرين إلا إن أبناء باكور لعبوا دوراً هاماً ويمكن وصفه بالدور الفدائي الذي تم من أجل مشروع وثورة روج آفا.
إن ما يجمع روج آفا وباكور كردستان هو أكثر من قضية أنهما جزأين من كردستان المقسمة، بل هناك أيضاً عوامل مشتركة قوية؛ من أهمها التداخل والمساندة بين الطرفين في المقاومة ضد الاحتلال والدولة التركية بحكم إنها تعادي الاثنين معاً. إن من يهاجم اليوم روج آفا ويريد القضاء على الإرادة والنموذج الديمقراطي المؤسس هو الدولة التركية وهي ذاتها – تركيا- من تقوم بالممارسات نفسها حيال شعبنا في باكور من اعتقالات وعرقلة لجهودهم في تحقيق الديمقراطية والاعتقالات التي تتم بحق ممثلي الشعب المنتخبين وأيضاً من هذه العوامل أن الدولة التركية هي من تسببت في تعميق الأزمة في سوريا ومنع التوصل للحل وهي من دعمت داعش وتسبّبت في تشتت وشرذمة قوى وأطراف الثورة السورية.
إن الانتخابات المحلية التي من المفترض أن تجرى اليوم؛ أيّ بتاريخ الـ 31 من شهر آذار الجاري هامة؛ ذلك أن تحقيق الانتصار فيها للقوى الديمقراطية هو انتصار لنا أيضاً في شمال وشرق سوريا؛ لأن نتائج النصر المحقق بالرغم كل محاولات الدولة التركية من أجل منع ذلك ستكون نقطة تحول هامة، حيث إن هذا النصر سيكون دعماً هاماً لتحرير عفرين بحكم وجود الطرف ذاته في عفرين (الدولة التركية). نتأمل الانتصار للقوى الديمقراطية، حيث الانتصار في هذه الانتخابات، إضافة لما تم ذكره؛ ستكون ضربة قوية للدكتاتورية والفاشية وكذلك سيكون طريقاً نحو نهاية النظام التركي الفاشي بقيادة أردوغان.