قال الباحث في معهد “الشرق الأوسط” تشارلز ليستر، بأنه من المستبعد أن تصل المفاوضات بين تركيا وحكومة دمشق إلى أي مكان “جوهري”.
وأشار إلى أن العقبات التي تعترض “صفقة شاملة” بين الجانبين، “مرهقة للغاية”، وأبرزها قضية عودة اللاجئين السوريين.
وحول ملف التقارب التركي السوري، قال ليستر بأن “إن الحديث عن المصالحة التركية مع دمشق ستخلق الظروف لعودة السوريين الذين فروا من النظام، إلى بلادهم، مع وجود بشار الأسد “المعاد تمكينه بالكامل”، هي “فكرة خيالية”.
وأضاف: أن سيناريو انسحاب القوات التركية من سوريا، الذي طالبت به دمشق، لن يؤدي فقط إلى ترسيخ رفض اللاجئين للعودة، بل أيضاً إلى زعزعة استقرار كارثية في شمال غرب سوريا وهروباً جماعياً نحو تركيا، الأمر الذي قد يمثل أزمة داخلية تركية قبل الانتخابات أو بعدها.
وأكد الباحث بأن “موافقة موسكو على أي هجوم عسكري تركي ضد “قسد”، أمر مستبعد، لأن من شأن ذلك أن يقوض بشكل أساسي عملها في دمشق، بينما دفع دمشق إلى الانقلاب على “قسد” من خلال “مكافحة الإرهاب”، يقوضه طلب الأسد المضاد، بتصنيف فصائل المعارضة في شمال غربي سوريا على أنها “منظمات إرهابية”.
واعتقد ليستر أن أردوغان يدرك هذه العقبات، وأن مجرد الإشارة إلى سياسة متغيرة قد يكون كافياً للتغلب على منافسيه المعارضين في الانتخابات المقبلة.
كما حذر أخيراً من أن تجاهل التعقيدات الكبيرة واندفاع أردوغان نحو التطبيع الشامل مع دمشق، يمهد طريقاً شديد الاحتراق ومليئاً بالمخاطر.