“بشار الأسد يستبعد الحل العسـ.ـكري ويسعى لحلول سـ.ـياسية مع الإدارة الذاتية”

عقد “حزب البعث العربي الاشتراكي” الحاكم في سوريا اجتماعًا موسعًا في الرابع من مايو الجاري، حيث أعلن الرئيس بشار الاسد، الذي ترأس الاجتماع، عن نية الحكومة للوصول إلى حلول سياسية مع الإدارة الذاتية خلال أشهر قليلة، مستبعدًا الحل العسكري بشكل قاطع.

أكد مصدر مطلع على الاجتماع أن الرئيس السوري أعلن عن استبعاد الحل العسكري في التعامل مع شمال شرقي سوريا قائلاً: “قولاً واحداً، لا توجد عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا”. وأضاف أن الرئيس شدد على أن الحلول السياسية مع الإدارة الذاتية لن تطول إلى سنوات بل سيتم الوصول إليها خلال أشهر قليلة. بينما لم يتطرق في كلمته الافتتاحية للأوضاع في شمال شرقي سوريا، وركزت الكلمة على تطوير الحزب داخليًا وضرورة وجوده في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد وعلاقة الحزب بالسلطة.

لم تلقَ التغيرات التي طرأت على أعضاء قيادة الحزب الحاكم ترحيبًا من بقية الأطراف السورية، خاصة في شمال شرقي سوريا، التي تحكمها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، الحليف الرئيسي للتحالف الدولي ضد الإرهاب.

في حديث خاص لـ”اندبندنت عربية”، قالت إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، من أهمية التغيرات الحاصلة في صفوف قيادة الحزب الحاكم، معتبرة أنها تغييرات داخلية لا تمس السياسات العامة. وأشارت إلى استمرار عدم وجود قراءة واقعية من دمشق للحالة السورية ولمشروع الإدارة الذاتية، مستبعدة أي انفتاح فوري، لكنها أعربت عن أملها في أن ترى دمشق مشروع الإدارة الذاتية كونه مشروعًا وطنيًا سوريًا.

رغم الأزمة المستمرة منذ 13 عامًا، لم تعلن الحكومة السورية عن استعداد للحوار مع الإدارة الذاتية، التي تبدي بين الفينة والأخرى انفتاحها على الحوار مع جميع الأطراف، بما فيها الحكومة السورية، بهدف الوصول إلى حلول سلمية. وتعمل الإدارة الذاتية على تطوير الحوار مع القوى الحريصة على تحقيق الاستقرار في سوريا، وفقًا لإلهام أحمد.

يظل التوصل إلى حلول سياسية في سوريا محور نقاشات داخلية وخارجية، في ظل التحديات المستمرة والحاجة إلى رؤية موحدة لمستقبل البلاد. تصريح الرئيس السوري حول السعي لحلول سياسية خلال أشهر قليلة يمثل خطوة مهمة، لكن مدى تحقيق هذا الهدف يعتمد على التطورات السياسية والتفاهمات بين الأطراف المختلفة. في حين طالبت الإدارة مرارًا وتكرارًا الحل السلمي مع الحكومة السورية واسترجاع الأراضي المحتلة والوقوف بوجه الهجمات التركية في المنطقة.