دون سابق إنذار، أغلقت إدارة معبر فيش خابور في إقليم كردستان العراق والذي يقابله معبر سيمالكا في شمال وشرق سوريا، بشكلٍ كامل، وحتى إشعار آخر، من دون ذكر الأسباب.
هذا القرار المفاجئ والذي اتخذ بشكل أحادي من جانب الإقليم، وأعلن عنه الخميس (11 أيار الجاري)، شمل الحركة التجارية وحتى الحالات الإنسانية أيضاً.
لكن لا يخفى أن لهذا القرار تبعات مباشرة على مناطق شمال وشرق سوريا التي تشهد في الأساس حصاراً من جميع الجهات المحيطة؛ من تركيا، العراق، الحكومة السورية، وأخيراً من إقليم كردستان العراق الذي يستخدم المعبر ورقة ابتزاز سياسي ضد شمال وشرق سوريا متى ما أراد ولدواعي لا مبرر لها أو واهية وتارة لأسباب غير معلن عنها.
هذا فضلاً عن تأثر شمال وشرق سوريا بعقوبات قيصر التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على الحكومة السورية، الأمر الذي يتسبب في ازدياد معاناة الأهالي من ارتفاع أسعار السلع وعدم توفر بعضها الآخر في السوق.
بيد أن قرار إغلاق سيمالكا يؤثر على إقليم كردستان العراق، إذا يدر المعبر العملة الصعبة وينشط الحركة التجارية في الإقليم، وهو ما سيكلف الأخير ثمناً باهظاً.
إذ تدخل بشكل يومي عشرات السيارات الكبيرة المعروفة باسم (الكميون) إلى الإقليم من شمال وشرق سوريا، تحمل على متنها الآلاف من المواشي التي يمكن الاستفادة من لحومها.
ودائماً ما يستغل التجار في شمال وشرق سوريا حجة تصدير المواشي إلى الإقليم سبباً في رفع أسعار اللحوم، الأمر الذي يزيد الأعباء المعيشية على المواطنين في هذه المنطقة.
مع إغلاق المعبر كان من المفترض أن تشهد الأسواق والمحال انخفاضاً في أسعار اللحوم، لكن لا يزال المواطنون يشتكون من بقاء أسعارها على حالها.
إذ يصل سعر كيلو اللحمة الحمراء إلى 80 ألف ليرة سورية، ويختلف من محل إلى آخر، حيث يتراوح سعر الكيلو بين 60 – 80 ألف ليرة، وسط ضعف الرقابة وعدم قدرة التموين على ضبط الأسعار.
ويثير ضعف الرقابة والتموين التي تتولى إدارتها مؤسسات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، امتعاض الأهالي وحفيظتهم، الأمر الذي يجعلهم لقمة سائغة لجشع التجار وطمعهم في جني الأرباح على حساب معاناة المواطنين.
فهل تتخذ الإدارة الذاتية الخطوات اللازمة وتخفض أسعار اللحوم؟