بعد تـ.ـصادم الفـ.ـصائل.. المناطق السورية المـ.ـحتلة على صفـ.ـيح سـ.ـاخن..ماذا يحدث هناك؟

تعصف الخلافات بالفصائل التابعة للاحتلال التركي بشقيها السياسي والعسكري، بالتوازي مع حالة من الغليان الشعبي تعيشها المناطق التي تحت سيطرتها شمال سوريا رفضا لفتح معبر أبوالزندين، تم بحثها في اجتماع موسع بما في ذلك الحراك الشعبي في الداخل الرافض لفتح معبر أبوالزندين.
وشهد اجتماع موسع في تركيا سجالاً وانقسامات بين الفصائل العسكرية والحكومة السورية المؤقتة، وانتقادات للائتلاف الوطني ومجلس القبائل والعشائر، وتبعه إعلان الجبهة الشامية التابعة للاحتلال التركي تعليق العمل مع الحكومة المؤقتة بسبب التهم التي وجهها لها رئيسها عبدالرحمن مصطفى، كما طالبت الائتلاف بحجب الثقة عن هذه الحكومة.
والخلاف الأخير بين “الشامية” و”المؤقتة” هو جزء من سلسلة مشكلات لطالما عصفت بأروقة الفصائل، وتحول بعضها إلى اقتتال مسلح ومواجهات بين الأطراف استمر بعضها أسابيع.
وتحاول أطياف الفصائل بشقيها العسكري والسياسي رسم خطوط توافق جديدة، في الوقت الذي لا تحظى فيه أصلا بثقة الشارع الذي يشهد عاصفة تصعب السيطرة عليها.
واشارت الوسائل الاعلامية الى انه يلوح بوادر صدام جديد بين الفصائل شمال سورية بسبب محاولة تركيا، لإعادة هيكلة بنية هذه الفصائل وخاصتا المعارضة لتطبيع تركيا مع حكومة دمشق، ضمن خطة قال إنها “إصلاحية شاملة”، بيد أنها لا تلقى الترحيب الكافي من عدة فصائل وتشكيلات وهو ما يعمّق حالة الانقسام الفصائلي في المشهد السوري العسكري المعارض.
وكانت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة قررت، قبل أيام، حل فصيل “صقور الشمال”، وذلك في سياق ما قالت إنه “إعادة هيكلة الجيش الوطني السوري وفق خطة إصلاحية شاملة مستمرة منذ عامين”. واستبق الفصيل المذكور قرار الحل، وأعلن الاندماج الكامل في لفصائل”الجبهة الشامية”.
وبحسب المصادر فان فصائل “فرقة السلطان سليمان شاه” و”فرقة الحمزة” وهما من أكثر الفصائل ارتباطاً باللاحتلال التركي، تحاصر مقرات “صقور الشمال” بعد إعلانه الاندماج مع “الجبهة الشامية”، في خطوة نُظر إليها على أنها التفاف على الأوامر التركية. ويملك “صقور الشمال”، الذي يضم عناصر من ريف إدلب، مقرات له في ريف عفرين وفي منطقة حوار كلس في ريف اعزاز ليس بعيداً عن الحدود السورية التركية.
وراى المحللون بانه لا يمكن عزل التطورات الأخيرة في شمال سورية عن مسار التقارب الجاري بين تركيا وحكومة دمشق، وتشير المعطيات إلى أن الجانب التركي بصدد ترتيب الأوضاع شمال سورية استعداداً لمرحلة مقبلة ربما تشهد تفاهمات مع الأسد حول مصير الشمال السوري برمته. وحاول الجانب التركي خلال الشهر الحالي فتح معبر “أبو الزندين” أمام حركة التجارة والعبور وفق تفاهمات كما بدا مع الجانب الروسي، إلا أن الرفض الشعبي والفصائلي حال دون ذلك، وهو ما اعتبر تمرداً على الإرادة التركية في شمال سورية المحتل من قبل تركيا.
واعتبرت عدة فصائل وتشكيلات عسكرية، منها “الجبهة الشامية”، أن فتح المعبر سيكون مقدمة لتنازلات كثيرة لحكومة دمشق وتصفية الفصائل.