منذ اللحظة الأولى لتدخلاته في الشأن السوري وأردوغان يطمح لتتريك وتغيير ديمغرافية المدن السورية، فبعد أن احتل مدينة عفرين في عام 2018 ولم يترك وسيلة لتضييع هوية المدينة كونها ذات غالبية سكان كرد، حيث عمل على نهب آثار المدينة وهجر وقتل واختطف الكرد، وحرق وقطع وتاجر بأشجار الزيتون، وأرسل المئات من السوريين نفسهم الذين جندهم ضمن صفوف فصائل مسلحة تقاتل لمصالحه وغايته واسكنهم مكان السكان الأصليين.
ووسع أردوغان علاوة على كل ما سبق من انتهاكات بحق السكان الأصليين من مشروعه الهادف لتغيير تركيبة المدن السورية حيث خرج في تصريح إعلامي في الـ 13 عشر معلنا عن التكثيف من بناء المستوطنات والعمل على عودة مليون لاجئ سوري لتوطينهم ضمنها تحت ما أسماه “العودة الطوعية”.
وتلى التصريح هذا العديد من المداهمات في مختلف المدن والبلدات التركية التي يسكنها اللاجئين السوريين وإجبارهم على توقيع استمارات العودة كرها وليس “طوعا”، ويتم بناء المستوطنات في عفرين بمشاركة جمعيات قطرية وفلسطينية تدعى بالجمعيات الإنسانية والخيرية، أي إنسانية هذه التي تقوم على انتهاك حقوق الإنسان الآخر؟
وخلال حملة الانتخابات حيث وكما أشارت العديد من المقالات التي نشرت على موقعنا “روز برس” قبل الجولة الثانية من الانتخابات التركية بأن الخاسر الأكبر سواء أكانت الانتخابات من نصيب أردوغان أو منافسه “كليتشدار أِوغلو” هم اللاجئين السوريين حيث صرح أردوغان خلال مقابلة مع “سي سي إن” أن المنظمات غير الربحية التركية تقوم ببناء وحدات سكنية في الأجزاء الشمالية من سوريا ليتمكن اللاجئون من العودة.
ويوم أمس خلال الجولة الثانية من الانتخابات التركية حسمت الجولة لصالح أردوغان الذي قاتل قتالا مستميتا للبقاء على كرسي الحكم وبالمرتبة الأولى على حساب السوريين ودمائهم وأرضهم المحتلة من قبل تركيا حديث ستشهد سوريا تغييرا ديمغرافيا خطيرا لم يشهده التاريخ، خلال المشاريع الاستيطانية على وجه الخصوص مدينة عفرين وتوطين مليون لاجئ في أرض ليست بأرضهم وفي منازل السكان الأصليين وهم الكرد، فهل تتحرك الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية لإنقاذ السوريين من هول ما ينتظرهم من كارثة أم ستبقى على حالها لا تحرك ساكناً ؟.