بينما تنهمك الحكومة السورية في الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمناطق سيطرتها في الداخل، وفي الخارج بالجهود العربية لتعويمها بعد قطيعة دامت أكثر من عقد، وبينما تنشغل ما تسمى المعارضة متمثلة بالائتلاف في قلقها وشؤونها خاصة مع محاولة نظام أردوغان التقارب والمصالحة مع الحكومة السورية، في هذه الأثناء تعمل الإدارة الذاتية على تلبية كل ما يحتاجه السوريون في سواء في الداخل أو الخارج.
وقد قامت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مؤخراً بإجلاء 161 مواطناً سورياً بينهم نساء وأطفال، من العالقين في السودان الذي اندلعت فيه الاشتباكات منذ 15 نيسان المنصرم، وسط فشل جميع محاولات الهدنة ووقف إطلاق النار.
وكما يقال <أول الغيث قطرة> فإن هذه أول دفعة تجليها على نفقتها وبعد جهود حثيثة، من ما مجموعه أكثر من 1000 مواطناً سورياً من شمال وشرق سوريا عالقاً في السودان، بحسب ما أفاد به مصطفى بالي، عضو اللجنة التي شكلتها الإدارة الذاتية لتأمين عودة مواطني شمال وشرق سوريا العالقين في السودان.
ليس هذا فحسب إنما هي أول دفعة يتم إجلاؤها إلى الأراضي السورية، وسط عجز الحكومة السورية والمعارضة عن إجلاء المسجلين في قوائمها.
وكان مصادر في السودان قد أفادت لوسائل إعلام، إن مسؤولي سفارة الحكومة السورية وعدوا بأنهم سينظمون عمليات إجلاء إلى مدينة جدة السعودية، لكنهم تهربوا عن وعودهم، وتركوا معظم العالقين لمواجهة مصيرهم بأنفسهم.
وأكدت المصادر أن سفارة الحكومة “عاجزة عن تقديم أي مبادرة” في عمليات الإجلاء.
في مقابل ذلك، لم تكتفي الإدارة الذاتية بجهود إجلاء السوريين العالقين في السودان فقط، إنما سبق أن أكدت الإدارة الذاتية استعدادها عبر بيان في 20 نيسان الماضي، لاستقبال اللاجئين السوريين في لبنان، والذي يعانون “وضعاً سيئاً للغاية”، وأن أبوابها مفتوحة لكل السوريين دون تمييز كواجب إنساني وأخلاقي ووطني.
وفي المبادرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية في 18 نيسان، والتي تضمنت 9 بنود، فقد جاء في بندها الخامس: “بهدف التقليل والحدّ من المشاكل والمخاطر التي تواجه أبناء الشعب السوري من جميع المكونات من الذين نزحوا من مناطقهم أو هاجروا إلى خارج البلاد، وإنهاء معاناتهم الإنسانية: تبدي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا استعدادها لاحتضانهم واستقبالهم ضمن إمكانياتها المتاحة، كما استقبلت غيرهم من السوريين منذ بداية تأسيسها حتى الآن؛ وعليه فسوف تتخذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص”.