بمناسبة حلول الأول من أيار أصدرت حركة المجتمع الديمقراطي بياناً باركت فيه حلول هذا اليوم على كافة العمال والكادحين في شمال وشرق سوريا والعالم.
وجاء في البيان:
“العمال و الكادحون هم أكبر شريحة مجتمعية في العالم, إذ تعرضت للمعاناة و الظلم والاستنكار والقهر من قبل الأنظمة الرأسمالية ذات المنافع الاقتصادية والسياسية، حيث حُصِدت أرواح كثيرة من هذه الشريحة دون تمييز بين الجنس والعرق, وتم استخدامهم كالعبيد لمآربهم الربحية، إلى أن وصلت هذه الفئة المتعطشة للإرادة الحرة إلى انتصارها, من خلال تنظيم صفوفها وجمع قواها الفكرية للبحث عن المساواة والعدالة الاجتماعية, والقيام بتنظيم مظاهرات عمالية وكانت بمثابة ثورة ضد المستغلين الرأسماليين، مطالبين بالحقوق والعدالة بهدف الوصول لإرادة حرة, وتحسين أوضاعهم المعيشية, والتي مر على مسيرتها 134عاماً قدمت خلالها المزيد من التضحيات الكبيرة والمزيد من الأرواح.
ما يؤسف ويؤلم إن هذه الشريحة الكادحة والعاملة لن تتمكن من إحياء مراسم الاحتفال بالأول من أيار في هذا العام, نتيجة الظروف العصيبة التي يمر بها النظام الرأسمالي العالمي، والذي أصبح بلاءً على رقاب البشرية و العاجز تماماً مع ظهور فيروس (كوفيد 19) وتسبب بتفشي هذا المرض الخبيث بين البشرية, لذلك أصبح كغيمة سوداء ينعدم فيها النور, مما أثر بشكل كبير في الوضع العام العالمي نتيجة الصراعات والأزمات التي يتعرض لها المجتمع الدولي برمته, بين سياسات الأنظمة الاستبدادية والعصابات الإرهابية المسلحة وكلاهما وجهان لعملة واحدة, والكثير من الدول تدعي بدعمها لحقوق العمال والكادحين ولكن مقاومة الشعوب أثبتت بأن هدفهم تمرير سياساتهم القذرة, لذا يزداد الوضع سوءا، وتفشي مرض كورونا يعني حصد الأرواح البريئة والزيادة في البطالة وقلة فرص العمل وزيادة الأمية بين شرائح المجتمع عامة .
إن ثورة إرادة الشعوب في شمال وشرق سوريا التي لعب فيها الكادحون والعمال دوراً نموذجيا هاما مع كافة شرائح المجتمع وأصبحت متمما للنضال, ودور الكادحين أعطى روحا مفعمة بالإرادة والجهد والكفاح رغم كل المصاعب التي حاولت بشتى الوسائل طمس هويتهم وقيمهم الأخلاقية, لكن نضال ومقاومة الشريحة الكادحة والمتمسكة بروح القيم الثورية المجتمعية في بناء مجتمع ديمقراطي حر سلكت طريقها نحو الأفضل .
نحن في حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM نتقدم بتهانينا وتقديرنا ثانية لنضال العمال و الكادحين في شمال وشرق سوريا ولكل عامل سوري, وكلنا أمل بأن النضال والمقاومة هما الضمانة الحقيقية لدحر الإرهاب, وتحرير كل المناطق المحتلة من قبل الاحتلال التركي وتأمين عودة آمنة لكل النازحين إلى ديارهم ومناطقهم , ولنرفع من وتيرة نضالنا وكفاحنا لحماية قيمنا ومكتسباتنا”.