بيان تهنئة لقسد بالذكرى الـ 5 لتحرير الرقة من تنظـ.ـيم “داعـ.ـش” الإرهـ.ـابـ.ـي

“يصادف اليوم 20 تشرين الأول الذكرى السنوية للإعلان عن تحرير مدينة الرقة العاصمة المزعومة لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، حيث تفتخر قواتنا بأنها وفرت إمكانات هامة ومصيرية على صعيد مكافحة الإرهاب وتخليص العالم من شروره.

في هذه المناسبة، بداية، نستذكر شهدائنا العظام من كافة المكونات والمناطق وكذلك شهدائنا الأمميين الذين لولا تضحياتهم لما تحقق هذا النصر العظيم على أعتى تنظيم إرهابي في العالم، كما نحيّ جميع مقاتلينا الذين شاركوا ببسالة في كافة العمليات لتحقيق هذا النصر، انطلاقاً من العمليات في تل حميس وتل براك، الجزعة، الهول وجنوب وغرب الحسكة، منبج، الطبقة، الشهباء، وكوباني وكافة الحملات العسكرية التي قادها أبطالنا بكل شجاعة وأوصلتهم إلى حملة تحرير مدينة الرقة، كما نثني على وفاء شعب الرقة الذي كان ولا يزال الداعم الاستراتيجي للأمن والاستقرار ومنع عودة الإرهاب مجدداً، ونشكر في الوقت نفسه قوات التحالف الدولي الشريكة التي دعمت حملة التحرير وساندتها حتى النهاية.

لقد اتخذ داعش من مدينة الرقة منطلقاً لعملياته الإرهابية البربرية في سوريا والعراق وكذلك العالم، حيث لا يغيب عن أذهان الناس الصور البشعة لقطع الرؤوس وبيع النساء كسبايا في أسواق الرقة، وكذلك عمليات التعذيب والإهانة التي كان يتعرض لها الناس في المنطقة على أيدي عناصر التنظيم الإرهابي، وزرع الألغام وتفجير المدارس والأبنية السكنية والمتاحف التي كانت جزءاً أساسياً من عمليات الترويع للتنظيم.

لقد مثلت حملة تحرير الرقة فرصة كبيرة لتركيز الجهود في سبيل القضاء على داعش ومنعه من الانتشار والحد من خطورته على العالم، حيث كان التنظيم الإرهابي على أعتاب مرحلة خطيرة لتوسيع عملياته الإرهابية ونطاق سيطرته لتشمل دول ومناطق أخرى في المنطقة والعالم، مشكلاً بذلك خطراً ما كان ممكناً القضاء عليه لولا القرار السريع والجريء لقواتنا بالقضاء عليه في عام 2017، لذا، شكل اتخاذ قرار تحرير الرقة الخطوة الحاسمة التي حددت مصير المنطقة وسكانها، وأرضية مناسبة لوضع الخطط وتنفيذها على المستوى الدولي تمهيداً للقضاء النهائي على التنظيم.

لاحقاً، لقد كانت عمليات إعادة البناء البنيوية والاجتماعية لمدينة الرقة من أهم المكتسبات التي ساهمت في عودة الحياة إلى المنطقة بعد سنوات من الظلام الداعشي، حيث لا بد من الثناء على صبر أهالي الرقة وشمال وشرق سوريا الذين تكاتفوا مع قواتنا لدحر الظلام وإعادة الحياة في ملحمة بطولية قادتها قواتنا جنباً إلى جنب مع أهلنا لتكريس عظمة هذا الشعب وقدراته في تقرير مصيره ووحدته الوطنية.

اليوم، وبعد خمس سنوات على تحرير المدينة، فأننا نذكّر المجتمع الدولي مرة أخرى بخطورة التقاعس في الانخراط الجدي في المرحلة الثانية من حملة القضاء النهائي على التنظيم الإرهابي، وكذلك نحذر من تجاهل دعواتنا في إيجاد حلّ جذري لقضية المخيمات التي تأوي عائلات التنظيم وكذلك سجون معتقليه، كما ندعو المجتمع الدولي مرة أخرى إلى تقديم الدعم الكافي لإعادة إعمار المنطقة إصلاح ما تم تدميره خلال الحرب ضد الإرهاب.

إننا في قوات سوريا الديمقراطية، نجدد التأكيد على استعدادنا الدائم لحماية منطقة الرقة بكافة مدنها وقراها بمواجهة كافة قوى الإرهاب والاحتلال وفي مقدمتها داعش والاحتلال التركي، ونعاهد شعبها مجدداً بحماية مكتسباتهم ومنع الأطراف الأخرى من العبث بأمن المنطقة واستقرارها؛ ستبقى الرقة بكافة مناطقها جزءاً أساسياً من مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وعصية على كافة الأطراف التي لا تريد الخير للمنطقة وأبنائها.

على هذا الأساس، نهنئ مرة أخرى مقاتلينا وشعبنا في شمال وشرق سوريا وسكان الرقة بشكل خاص بالذكرى السنوية الخامسة لتحرير المدينة، ونشدد على أن الرهان لتجاوز جميع الصعوبات هو وحدة شعبنا ورفضه للانقسام وارتباطه بالقيم والمكتسبات التي تحققت خلال أعوام طويلة من الكفاح والمقاومة خاضتها قواتنا ومؤسساتنا وشعبنا في شمال وشرق سوريا”.

 

القيادة العامة لقوّات سوريا الديمقراطية