وجاء في نص البيان:
“في الوقت الذي يلفظ فيه الإرهاب أنفاسه الأخيرة في آخر جيب إرهابي له على ضفاف الفرات، بدأت قوات جيش الاحتلال التركي بقصفها لأجزاء من الأراضي السورية وروج آفا لمد يد العون والمساعدة للإرهاب، إن قصف مناطق من الشريط الحدودي محاولة لإطالة عمر الإرهاب الداعشي واستخدام هذا الإرهاب كورقة ضغط ضد شعوب شمال و شرق سوريا وروج آفا، وابتزاز أوروبا وأمريكا لتقديم تنازلات مقابل وقف دعم تركيا للإرهاب .
إن ممارسات الدولة التركية المحتلة لعفرين والباب وجرابلس واعزاز وإدلب تكشف بوضوح حجم الأطماع التركية في الأراضي السورية، من خلال تغيير الواقع الديمغرافي والثقافي وربط هذه المناطق إدارياً بالدولة التركية من خلال تدريس المناهج التركية المؤدلجة لتتريك شعوب سوريا، وتغيير أسماء القرى والشوارع إلى أسماء تركية بالإضافة لبناء فروع لمؤسسات الدولة التركية بشكل رسمي علني على الجغرافيا السورية في مخالفة صريحة وخرق فاضح للقانون الدولي وسط صمت مخزٍ من النظام السوري وتواطؤ روسي وتجاهل دولي، فتركيا الانفصالية التي تفصل أجزاء من جسد الجغرافيا السورية تتهم السوريين ممن يدافعون عن الأرض السورية ووحدتها ضد الإرهاب، بالانفصال !! .
على ضوء الأحداث المتسارعة ووسط سوق المقايضات منحت الولايات المتحدة الأمريكية شيئاً من التنازلات على حساب القضية الكردية في تركيا بتخصيص مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عن أماكن تواجد الثوار والمناضلين الكرد الذين يسكنون جبال كردستان منذ عدة عقود من الزمن، فالسادة مراد قره يلان، جميل بايق ودوران كالكان ليسوا سوى مقاتلين من أجل الحرية ضمن جغرافية كردستان وعناوينهم جبال كردستان، ولم يمارسوا يوماً عملاً إرهابياً وإنما حاربوا إرهاب الدولة التركية المنظم، بل وكانوا مع قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان خصوماً سياسيين فاوضوا بشكل رسمي وبرعاية دولية ثلاث حكومات تركية متعاقبة) حكومة الرئيس الراحل تورغوت اوزال الذي دفع حياته ثمناً للتفاوض مع القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني، وكذلك حكومة الراحل نجم الدين أربكان الذي تعرض لانقلاب أبيض، وكذلك حكومة أردوغان الذي تكللت المفاوضات معه باتفاق قصر دولمة بخجة الشهير بنقاطه العشر لدمقرطة تركيا وحل القضية الكردية حلاً سلمياً ديمقراطياً لكنه تنصل من الاتفاق فيما بعد، فهذه المفاوضات توثق وتؤكد بأن هؤلاء القادة ثوار من أجل الحرية و خصوم سياسيون وليسوا إرهابيين، وقد أكدت محكمة العدل الأوروبية بتاريخ 15 / 11 / 2018 عدم وجود أدلة كافية لإدراج حزب العمال الكردستاني في قائمة الإرهاب وبأن القرار سياسي صدر بدون تحقيق ودراسة و أدلة كافية لتحقيق مصالح اقتصادية مع تركيا .
إن هؤلاء القادة هم رسل وثوار السلام شاركوا في الحرب على الإرهاب وكان لقواتهم العسكرية الفضل في كسر شوكة الإرهاب في الشرق الأوسط نيابة عن العالم الطامح للعيش بسلام .
إن تحركات الدولة التركية لإفشال الحل السياسي السوري السوري لن تتكلل بالنجاح، فألاعيب الدولة التركية وأطماعها أصبحت مكشوفة وفاضحة يعرفها السوري الطفل قبل الشيخ العالم، سوريا الديمقراطية التعددية اللامركزية وفق دستور يكتبه السوريون هو الحل النهائي .
بوحدة شعوب سوريا سينتصر مشروع السوريين على المشاريع الطائفية الانقسامية الانفصالية الإقليمية” .