يعجز العالم عن تفسير قدرة السوريين على المقاومة للظلم والاستبداد وقهر الطبيعة وقسوتها من برد وجوع وتشرد وضياع ، ولكن العالم المحيط يساهم في زيادة المعاناة ومرارة القسوة بتقاعسه عن القيام بواجبه الكامل وسكوته على مصائر النازحين السوريين ولاجئيها تجاه ما يلاقونه من ضيم وظلم وقسوة.
إننا في مجلس سوريا الديمقراطية نشعر بالأسف وفي الوقت نفسه نستنكر تجاه ما يحدث في مخيمات اللجوء وفي مجاهل البلاد للسوريين، ونشعر بالألم لمعاناة الشيوخ والأطفال والنساء، وبالمرارة حينما نرى طفلا تجمد من البرد ، أو نرى النار تلتهب بجسد امرأة لم تجد ما تطعم أطفالها فأشعلت النار في نفسها.
إننا ومن موقع المسؤولية الوطنية السورية نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والدول القادرة والأفراد الغيورين على الإنسانية وعلى أبناء شعبهم السوري أن يساهموا بحماية النازحين السوريين ولاجئي سوريا من آفات الظلم والقهر ومن معاناة التشرد والجوع والبرد بكل ما يملكون من قدرات وعبر اطلاق المبادرات الإسعافية وتقديم المساعدات المستعجلة ، كما نطلب القطع على كل جهة تبغي تسييس قضية اللاجئين والنازحين السوريين واستخدامهم في تهديد أمن واستقرار بلدان المنطقة أو العالم.
قياساً للمستوى المتقدم من الأمن والاستقرار المتحقق فقد تقدمت الادارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا قبل أكثر من عامين بمبادرة لاستقبال كل نازحي سوريا بمساعدة ودعم من الأمم المتحدة ، والمخيمات التي ترعاها الإدارة تكاد تكون بجهد ذاتي وبرعاية محلية ، إذ مازالت بيوتنا ومناطقنا مفتوحة أمام عودة اللاجئين والنازحين لنتقاسم معهم لقمة الخبز ونحتضن آلامهم ونشاركهم بما نستطيع من امكانيات ، ونقدم لهم العون والحماية والأمان ، ونسعى مع كافة الأطراف المعنية لتحقيق ذلك بأسرع وقت عبر التواصل مع أهلنا في مواقع المعاناة والضرر للتنسيق حول ذلك.
مجلس سوريا الديمقراطية
14كانون الثاني2019