تستمر تركيا وروسيا وحكومة دمشق وإيران في تنفيذ مخططاتها المعادية لمكونات شمال وشرق سوريا، أي المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية، بهدف ضرب النسيج الاجتماعي وإفشال مشروعها الديمقراطي. لتحقيق أهدافها في زعزعة استقرار مناطق الإدارة الذاتية، قامت هذه الجهات الأربعة بتوزيع المهام بينها، حيث قامت حكومة دمشق، بناءً على طلب من روسيا، بفرض حصار على منطقة الشهباء وحي الشيخ مقصود والأشرفية. فتحت القوات الروسية المجال أمام القوات التركية وفصائلها لاستهداف وقصف منطقة الشهباء، بهدف تهجير سكانها مرة أخرى.
في الجهة الأخرى، حاولت جميع الجهات ضرب الاستقرار في منطقة دير الزور واستفزاز صراع بين مكونات المنطقة، ولكن فشلت هذه المحاولة بفضل حكم وجهاء وشيوخ المنطقة الذين أعلنوا دعمهم لقوات سوريا الديمقراطية ضد هذه المؤامرات. تتمثل دور إيران في هذه الخطة الرباعية في العمل تحت مظلة ما يعرف بـ “تشيع” المنطقة دينيًا، بهدف تأسيس وتمكين “الهلال الشيعي” في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.والهدف من هذا الهلال، الذي تسعى إيران لتشكيله، هو إنشاء حزام أمني لحماية الدولة الفارسية وضرب قواعد قوات التحالف الدولي التي تهدد مشروعها التوسعي في الشرق الأوسط. فيما يتعلق بالدور الروسي في هذه المخططات، يختلف عن تحريض القوات الحكومية والتركية والإيرانية. إذ تعمل روسيا على خلق أزمة أعمق في سوريا لتمارس ضغطًا على أمريكا وتتيح لها استمرار قتالها في مستنقع أوكرانيا الذي غمرت فيه موسكو. في هذا السياق، تسعى الحكومة السورية والفصائل الإيرانية إلى تنفيذ هجمات جديدة على مناطق متفرقة بجوار نهر الفرات للتشتيت عن قوات سوريا الديمقراطية، بينما تستهدف القوات التركية مناطق أخرى بهدف السيطرة على مناطق جديدة. وتؤكد مصادر خاصة أن التحضيرات للهجوم بدأت بعد اجتماع بين قادة الفصائل الإيرانية والحكومة السورية وقادة فصائل “الدفاع الوطني”، حيث تم التخطيط للهجوم وزيادة العمليات شرقي دير الزور، مع احتمال استهداف قادة وشيوخ العشائر في المنطقة.