مستغلة حالة الفقر التي يمر بها السوريون والتي هي السبب بها أساساً خاصة في المناطق السورية المحتلة، فقد أفادت تقارير إعلامية أنه وبعد ليبيا وأذربيجان تقود تركيا حملة “ارتزاق” جديدة للسوريين في دولة افريقية مقابل إغراءات مادية كبيرة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان حصل على معلومات من مصادر موثوقة، حول الراتب الشهري والوعود للمرتزقة السوريين الذين سيقاتلون في النيجر.
ووفقاً للمرصد فقد أكد مصدر قيادي في السلطان مراد أن المرتزقة السوريين الذي وقعوا عقودهم “مدته 6 أشهر”، سيحصلون بموجبه على 1500 دولار أمريكي شهريا، ويتقاضى كل مرتزق في حال الإصابة مبلغا يصل إلى 35 ألف دولار أمريكي بحسب نسبة العجز التي يقدرها فريق طبي مختص، في حين تتقاضى عائلة المرتزق في حال فقد حياته 60 ألف دولار أمريكي.
وقد أفادت مصادر “روز برس الخاصة” أن المرتزقة في المناطق المحتلة أبلغوا بعضهم البعض أنه نتيجة استهداف غرفة عمليات تابعة للواء السلطان مراد في بوركينا فاسو، قُتل 60 من أفراد مرتزقة السلطان مراد. كما يؤكدون أن هذه المعلومات سرية ولم يتم مشاركتها في إعلام المرتزقة.
وتشير مصادر ميدانية موثوقة إلى أن الاستخبارات التركية قد بدأت بالفعل في إرسال الدفعة الأولى من مرتزقة “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، والذي يتكون من فرقة السلطان مراد والفرقة التاسعة، من شمال سوريا إلى قارة إفريقيا.
يهدف هؤلاء المرتزقة إلى حماية قواعد تركيا العسكرية في دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو، حيث تمت عملية النقل عبر مطارات إقليم هاتاي في تركيا في الأمس.
بدأ فصيل السلطان مراد بتسجيل ذاتية المقاتلين الذين سيقاتلون في النيجر لديه خلال العام الفائت 2023، وخضع البعض لاستغلال القيادات، فمنهم من دفع رشوة بلغت 200 دولار أمريكي مقابل قبوله كمرتزق يقاتل لأجل المال فقط.
والأولوية كانت لمقاتلي السلطان مراد، حيث من المفترض أن يرسل الفصيل 3500 عنصر على دفعات، الأولى خرجت فعلا في نهاية العام الفائت تحديدا في 29 كانون الأول 2023، ضمت 300 سوري من الفصيل بقيادة فهيم عيسى، من المتوقع ان يتم توزيع هؤلاء ال 300 الى الدولتين النيجر وبوركينا فاسو.
ومن المتوقع والمؤكد بأن يتم إرسال دفعتين أخريتين خلال هذا الشهر، والعدد الإجمالي المستهدف هو بحدود الـ 900 مرتزق، وفقًا للمصادر المذكورة.
كل هذه الصفقات والارساليات تتم عن طريق العرّاب المدعو سامي أبو عبدو الذي يقوم بتجنيد السوريين لصالح الدولة التركية وارسالهم الى حيثما تريد.
تستند هذه الخطوة إلى استراتيجية تركيا في تعزيز قوة وحضورها العسكري في إفريقيا، وتأمين مصالحها الاستراتيجية في المنطقة وزعزعة أمن واستقرار تلك المناطق بحسب سياساتها.
حيث تهدف الى حماية مصالحها واستثماراتها من الذهب واليورانيوم والنفط في النيجر وبوركينا فاسو ومالي التي كانت تحت النفوذ الفرنسي قبل أن يتم طرد الفرنسين في الانقلابات الاخيرة التي شهدتها عدة دول افريقية.
ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن فصيل السلطان مراد نقل المقاتلين بشكل سري إلى المعبر العسكري التركي في حوار كلس بريف حلب الشمالي، وتسليمهم للمخابرات التركية، وهناك تم احتجاز هواتفهم النقالة، وخضعوا لفحوصات طبية، ثم منحهم بطاقات جديدة، وخضعوا لدرس تثقيفي يبين الغاية من القتال في النيجر، مؤكدين أن القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” المسؤول عن قتل المواطنين.
الجدير بالذكر بأنه هذه ليست المرة الأولى التي ترسل تركيا هؤلاء المرتزقة حيث أنه سبق لها أن ارسلت العديد من المرتزقة بنفس الحالة إلى أذربيجان وليبيا وذلك خدمة لأطماعها الاستعمارية.