لم تعد العلاقة المشبوهة بين تركيا وداعش طي الكتمان، ورغم كل ما كشف خلال السنوات الأخيرة عن الدعم التركي للتنظيم المتطرف، تحسم الولايات المتحدة الأمر، بتصفية الكثير من قيادات داعش بمناطق سوريا المحتلة من قبل الاحتلال التركي.
يوما بعد يوم يتأكد الشراكة الإستراتيجية ما بين الاحتلال التركي وداعش، ومن ساهم في إعادة إحياء خلايا داعش بعد قضاء عليها جغرافياً في معركة باغوز على يد قوات سوريا الديمقراطية، حيث اعتقلت قسد انذاك الكثير من عناصر داعش، الذي كان بعضهم يحمل جوازات سفر تركية، عليها أختام أنقرة.
البحث في العلاقة المشبوهة بين داعش وتركيا يكشف النقاب كذلك عن “تجارة النفط” التي تمت بينهما سرا، عبر عمليات تهريب خدمت مصالح الطرفين على حد سواء، فأنقرة تمول داعش لتدمير المنطقة من جهة، وجيوب النظام التركي تمتلئ بالأموال من جهة أخرى، بحسب التقارير.
واشارت المصادر بان الاحتلال التركي عبر احتلالها لمدن شمال سوريا واستقبال عناصر داعش الذين فروا من شمال وشرق سوريا إلى مناطق المحتلة، أعادت تنظيم صفوف داعش ضمن صفوف ما يسمى فصائل «الجيش الوطني السوري»، وتم دعمها من قبل استخبارات وجيش الاحتلال التركي عسكرياً ولوجيستياً وسهلت لهم سبل الوصول إلى مناطق شمال وشرق سوريا للقيام بعمليات قتل وتفجير، استهدفت في غالبيتها المدنيين.
وهذه المرة في إحدى مستوطنات الاحتلال التركي في عفرين المحتلة ،حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية تصفية قيادي كبير في تنظيم “داعش” بعد استهدافه بغارة جوية في سوريا بتاريخ الـ16 من الشهر الحالي.
وقالت إن القيادي الذي تم استهدافه يدعى “أسامة جمال محمد إبراهيم الجنابي” عراقي الجنسية، وهو مسؤول كبير في تنظيم “داعش”، وأضافت أن تصفيته ستؤدي إلى تعطيل قدرة “داعش” على توفير الموارد وتنفيذ الهجمات الإرهابية.
ياتي هذا في حين قد روجت صفحات و مواقع التابعة للاحتلال التركي بتاريخ 16 يونيو الجاري خبر مقتل مستوطن من حمص يدعى “أسامة جمال محمد إبراهيم” متأثرًا بجراحه بعد إصابته بشظايا قذيفة صاروخية مجهولة أدت إلى بتر ساقيه ويديه أثناء قطعه لأشجار الزيتون بالقرب من مستوطنة كويت الرحمة، إثر استهداف محيط المستوطنة في جبل ليلون بناحية شران بريف عفرين المحتلة بالقذائف الصاروخية، تزامناً مع تحليق طائرة استطلاع مجهولة في أجواء المنطقة.
وتبين لاحقًا بحسب الوسائل الاعلامية، أن طائرة الاستطلاع المجهولة كانت للتحالف الدولي وحلقت في أجواء قرية كفرجنة بناحية شران وصولًا إلى ناحية شيراوا بريف عفرين المحتلة.
و من خلال إتمام التغطية على نشاط الكبير للقيادات و عناصر تنظيم داعش من قبل الاحتلال التركي، وكانت قد زعمت فصائل الاحتلال التركي مقتل مسؤول داعش بقصف لقوات سوريا الديمقراطية.
قسد نفت مزاعمَ ما تسمى بالحكومة السورية المؤقتة، التابعة للاحتلال التركي، والتي زعمت في وقتٍ سابقٍ أن المستهدف هو شخصٌ مدني، ما يكشف مرةً أخرى حجم التضليل المتعمد، الذي تمارسه جهاتٌ سوريةٌ مرتبطةٌ بتركيا، بهدف التغطية على تحركات قيادات وعناصر داعش وإلصاق الصفة المدنية بهم.
وقال المحللون بأن ما يؤكد على أن المناطق التي تحتلها تركيا لا تزال مكاناً آمناً لقيادات داعش، تواجد المقتول أسامة الجنابي في إحدى مستوطنات بعفرين المحتلة يؤكد حجم التورط دولة الاحتلال التركي في دعم الإرهاب، وتحول عفرين المحتلة و باقي مدن شمال السوري المحتل إلى بؤر الارهاب الداعشي و غيرها من التنظيمات الراديكالية.
الجدير بالذكر بانه سبق أن قُتل في ذات المنطقة التي تحتلها تركيا والفصائل التابعة لها، كلٌّ من “أبو بكر البغدادي” الزعيم الأول لتنظيم داعش، ومن بعده خليفته “أبو إبراهيم القرشي”، خلال عملية إنزالٍ جويٍّ لقوات التحالف الدولي.