في بعض الأحياء بمدينتي القامشلي كحارة طي وزنود، والحسكة كالنشوة وغويران والعزيزية، تقوم الحكومة السورية بتسليح عملائها وتشكيل خلايا نائمة، بحسب ما أكدته مصادر أمنية مطلعة لـ روز برس.
مهمة هذه الخلايا والعملاء بحسب المصادر هي اقتناص الفرص وإثارة القلاقل فضلاً عن نشر الشائعات التي تعد إحدى وسائل الحرب الباردة، وذلك ضد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
كما تذهب الحكومة في غاياتها إلى ما هو أبعد من التسليح، إذ تجند عملائها في شبكات لترويج الدعارة والمخدرات ضمن مجتمع شمال وشرق سوريا، ليسهل عليها السيطرة عليه، وهو وسيلة أخطر بكثير من التسليح أو لتحقيق غايات آنية.
فعين لها على ضرب استقرار وأمن المنطقة، والعين الأخرى على تفكيك مجتمع وإيصاله إلى أعلى درجات الانحطاط الأخلاقي، وبالتالي سهولة إحكام قبضتها عليه.
يتم هذا الأمر بحسب المصادر نفسها، عبر أوامر ودعم قادة وعناصر الحكومة السورية، التي لا تقف عند تجنيد العملاء وتشكيل الخلايا النائمة فحسب، إنما الأمر يتعدى إلى التنسيق وغرف التخابر والتعاون مع الاحتلال التركي الذي يسعى جاهداً هو الآخر إلى تحقيق الهدف نفسه في ضرب استقرار شمال وشرق سوريا.
وهو ما ظهر جلياً أثناء هجوم خلايا تنظيم داعش الإرهابي على سجن الحسكة في 20 كانون الثاني من عام 2022، آنذاك استغلت الحكومة السورية والاحتلال التركي الهجوم الذي كان مخططاً في أساسه بالتعاون معهما.
وقد أثار الطرفان القلاقل حينها وسعيا إلى توظيف الهجوم في الحرب النفسية التي يخوضونها في شمال وشرق سوريا، إلى جانب سعي كل منهما تحقيق أهدافه المرجوة على الأرض، وإطلاق يدهما في المنطقة.
وقد كان لهما مساعي أخرى حثيثة وجهود مضنية لضرب أمن واستقرار المنطقة.
في المقابل، لقوى الأمن الداخلي كلمة الفصل في هذا الموضوع، من خلال الحملات التي تطلقها ضد مروجي المخدرات والخلايا الإرهابية لتنظيم داعش الإرهابي التي يستخدمها الاحتلال التركي وتستفاد منها الحكومة السورية.