تسعى حكومة حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه الرئيس التركي أردوغان التغطية والتعتيم على حوادث التصفية والقتل التي تقوم بها ضدّ اللاجئين السوريين على أراضيها، والتي تزايدت في الآونة الأخيرة حتى غدت سياسة ممنهجة تستعين بها لإرهاب من دأبت على تسميتهم “لاجئين” بهدف دفعهم لمُغادرة البلاد.
وخاصة وأنّ حوادث القتل العمد تلك، التي تتم لأسباب مختلفة تمرّ دون عقاب على الرغم من معرفة مُرتكبيها، وهو ما يُشجع على ارتكاب مزيد من الجرائم لأبسط الأسباب، ويُعمّق من مشاعر الكراهية المُتبادلة حيث شهدت حالات القتل المتزايدة بحق اللاجئين السوريين في تركيا وزيادة لهجة العنصرية بحقهم هي قضية مهمة ومؤلمة.
يعيش الكثير من اللاجئين السوريين في تركيا بحثًا عن الأمان والحماية من الصراع الدائر في بلادهم. ومع ذلك، فإن بعضهم يواجهون تحديات جديدة ومأساوية في محاولتهم للحصول على حياة أفضل.
تزداد حالات العنصرية والتمييز ضد اللاجئين السوريين، حيث يواجه اللاجئين تحديات في الحصول على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل. وفي بعض الحالات، يتعرضون للتمييز والتجريح والاعتداءات اللفظية والجسدية بسبب أصولهم السورية.
وصلت الأمور في بعض الحالات إلى درجة تقييد حقوق اللاجئين السوريين بشكل غير قانوني، حيث يتم منعهم من التحدث باللغة العربية أو ممارسة طقوسهم الثقافية، هذا التصرف يعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الشخصية.
من الأمور المقلقة أيضًا، أن بعض هذه الجرائم والتجاوزات ضد اللاجئين السوريين يحدث بدون محاسبة أو قضاء يراقب، وهذا يزيد من الشعور بعدم الأمان والاستياء لدى اللاجئين، ويعزز الانعدام الثقة في النظام العدالة وقدرته على تقديم العدالة للضحايا.
وفي السياق، قتل شاب سوري يدعى محمد آلاتي البالغ من العمر 27 عاماً وأصيب صديقه حسين حموي إصابات بالغة جراء تعرضهما لعدة طعنات من قبل شاب تركي داخل مكان عملهما في مدينة إزمير التركية.
وذكر ناشطون نقلاً عن شقيق المغدور، إن الشابين تعرضا لعدة طعنات في الرقبة من قبل شخص تركي يعمل معهما في نفس مكان العمل، مؤكداً عدم وجود أي خلاف مع الجاني، ورغم كل التدخلات إلا أن آلاتي فارق الحياة فيما بقي صديقه في العناية المشددة.
وعلاوة على ذلك، طالب ناشطون أن يتعامل المجتمع الدولي مع قضية حالات القتل المتزايدة بحق اللاجئين السوريين في تركيا وزيادة العنصرية بحقهم بجدية وحماية حقوقهم وكرامتهم، وذلك على خلفية تصاعد حالات القتل في عموم المدن التركية.