من خلال عقد العديد من الاجتماعات وبواسطة روسية سعت لتطبيع العلاقات التركية مع دمشق وصرح مسؤولون من كلا الطرفين عن إجرائهم العديد من اللقاءات والعمل على التفاهم والاتفاق من أجل نجاح عملية التطبيع هذه.
ما عرقل نجاح مبادرات التطبيع هو اشتراط الحكومة السورية وإصرارها على خروج الاحتلال التركي وقواته من كافة الأراضي السورية كشرط أساسي لقبول التطبيع مع تركيا، الأمر الذي رفضه الأخير مستغنيا عن التقارب مع دمشق في سبيل بقائه في الأراضي المحتلة
طرحت ونفذت تركيا العديد من الخطوات بغية إرضاء الحكومة السورية وقبولها للتطبيع متنازلة عن شرطها الأساسي بخروج تركيا من الأراضي السورية المحتلة، من تلك الخطوات التي خطتها تركيا باتجاه دمشق كان أبرزها، تسليم شخصيات بارزة من المعارضة السورية لدمشق بالتنسيق مع قطر، وقد تم نقل ذلك من خلال العديد من التقارير الإعلامية على موقعنا، ومن أبرز الشخصيات المعارضة “ماهر الدغيم” ، بتهمة تمويل الإرهاب، وذلك بعد سحب جنسيته التركية قبل أسبوعين، وغيره من الشخصيات وسجلات عناصر الفصائل المسلحة التي تم تسليمها لدمشق وقد تم نقل ذلك من خلال العديد من التقارير الإعلامية على “موقعنا” آنذاك.
الآن على ما يبدو فقد فشلت تركيا بإقناع دمشق بالتقارب بالرغم من كل ما قدمته لدمشق، وعلى إثر فشل التقارب هذا ووفقاً لمصادر خاصة لـ “روز برس”، ففي المناطق التي تحتلها تركيا، تعمل على تجهيز المئات من الضباط المنشقين لإخضاعهم لدورات تدريبيه والعمل على مشروع خطير في المدن المحتلة في الشمال السوري، منها اقحام المجموعات المتشددة والمتطرفة في جسم عسكري واحد، والسعي الى استفتاء مزيف لاقتطاع أجزاء من الأراضي السورية بحجة اللاجئين وحمايتهم.
وأفادت ذات المصادر الخاصة لـ “روز برس” أن الاستخبارات التركية تعمل على إخضاع 400 ضابط سوري منشق لدورة تدريبية قرب قرية حوار كلس التابعة لمنطقة الراعي بريف حلب الشمالي، حيث تهدف الاستخبارات التركية من إقامة هكذا دورة تدريبية، لنشر أولئك الضباط على طول الحدود السورية التركية وكذلك لتسليمهم معبري باب الهوى وباب السلامة، لقاء 300 دولار أمريكي شهرياً يتقاضاه الضباط المنشقون من الاحتلال التركي.
وهكذا تعود تركيا متخلية عن محاولاتها بالتقارب مع الحكومة السورية، إلى العداء العلني والعسكري ضد الشعب السوري بالمرتبة الأولى فهو الضحية الأولى كلما طال عمر الأزمة السورية، ومرة أخرى دون اتعاض تعود المعارضة إلى حضن تركيا التي تتخلى عنها في كل مرة تستدعي أهدافها وغاياتها لذلك، أما آن الآوان “للمعارضة” أن تستيقظ من سباتها وتدرك أنها مجرد ورقة بيد تركيا، تتمسك وتتخلى عنها متى أرادت.