تعرف على التقارير والشكاوى التي تصل يومياً إلى مكتب بشار الأسد


مصادر خاصة سربت معلوماتٍ وتفاصيلاً دقيقة عن ماهية التقارير والشكاوى التي ترد لرأس النظام السوري بشار الأسد او رئاسة الجمهورية بشكل عام، والتي تتعلق بالأوضاع الأمنية والعسكرية والمعيشية وغيرها.

وتنقسم هذه التقارير إلى قسمين منها ما يدخل في باب النشرات اليومية والأسبوعية، والآخر ما يصنف تحت إطار الشكاوى والطلبات التي تقدم أو تصل إلى رئاسة الجمهورية من مستويات مختلفة.

التقارير

يصل إلى مكتب بشار الأسد يومياً عدة أنواع من التقارير، وجميع هذه التقارير تعرض بشكل مباشر على رئيس الجمهورية ويتم دراستها والتعامل معها، وتنقسم على الشكل التالي:

أولاً، التقرير اليومي، أو ما يسمى النشرة اليومية، وهذا التقرير يكتب في ساعات متأخرة من الليلة السابقة ليوم تقديمه أو في ساعات مبكرة من صباح اليوم الذي يعرض فيه التقرير على بشار الأسد؛ وهذا التقرير هو عبارة عن ملخص لمجموعة تقارير يومية تصل إلى مكتب رئيس الجمهورية، ويتم دمجها بتقرير كامل وموحد وبشكل متسلسل ومرتب ليتم فهمه والتعامل معه بطريقة سهلة مؤلف من 4 أو 5 صفحات فقط. ويضم التقرير اليومي خلاصة تقارير واردة من:

– شعبة المخابرات العسكرية (تلخيص من رئيس الشعبة عن سير الأفرع والأقسام في الشعبة).

– إدارة المخابرات الجوية (تلخيص من مدير الإدارة عن سير الأفرع والأقسام داخل إدارته).

– إدارة أمن الدولة (تلخيص من مدير الإدارة عن سير الأفرع والأقسام داخل إدارته).

– شعبة الأمن السياسي (تلخيص من رئيس الشعبة عن كافة الأمور المتعلقة بها بما في ذلك قوى الأمن الداخلي ووزارة الداخلية).

– مكتب الأمن الوطني (الوضع الأمني العام، ووضع البلد بشكل مختصر).

– هيئة الأركان والعمليات (هو شبه عملية تفقد يومي، يذكر داخله أعداد القتلى والمصابين والمخطوفين وتحرك الوحدات في حالات النقل أو الانتشار أو ملخص عن المعارك).

– مكتب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون المالية والاقتصادية (يتضمن الوضع الاقتصادي وأسعار الصرف ووضع الاقتصاد السوري ومركز الليرة السورية).

– وزير الخارجية، ومكتب رئيس البعثات الدبلوماسية، (يتضمن ملخصاً عن اللقاءات والزيارات الدبلوماسية والدعوات والاجتماعات الخارجية).

– وزير النفط (يتضمن تقريره لمحة عن سير عملية الإنتاج فقط، دون التطرق لموضوع الأسعار أو البيع أو الاتفاقيات).

– أجندة رئيس الجمهورية، (يذكر فيها المواعيد والزوار والمواعيد الرسمية في ذات اليوم والمناسبات التي يجب حضورها … إلخ).

وهذه التقارير تكون مختصرة جداً عبارة عن رؤوس أقلام وفي حال عدم وجود أي تطورات تذكر داخل التقارير يذكر التقرير العبارات التالية مثالاً: وزارة النفط لا جديد، أو لا شيء يذكر، أو كل شيء يسير حسب التعليمات.

التقرير اليومي (بكل ما يحتويه والذي تم ذكره سابقاً) يلخصه ويكتبه العميد الدكتور معين حيدر (ضابط في ديوان رئاسة الجمهورية، من ريف اللاذقية) وهو مسؤول عن التقارير اليومية ونقل التعليمات والتوجيهات التي يكتبها بشار الأسد على التقرير اليومي، حيث يتم إبلاغ كل جهة بالتعليمات التي ذكرها رئيس الجمهورية.

ثانياً، التقرير الأسبوعي، أو ما يسمى النشرة الأسبوعية، وهو عبارة عن تقرير مؤلف من 10 إلى 15 صفحة، يكتبه العميد محمد واصل (ضابط في ديوان الرئاسة ينحدر من قرية حمام واصل بريف طرطوس) وهو عبارة تقرير يلخص فيه مجريات التقارير اليومية التي ترد من ذات الجهات التي ترسل التقارير اليومية، ويضاف أليها ما تم إنجازه وكيف تسير الأمور وإلى وين وصل العمل، وكيفية التقيد بالتعليمات.

ثالثاً، التقرير اليومي لشعبة المخابرات العسكرية وهو تقرير يمهر بـ (سري للغاية) قد يذكر فيه اقتراحات نقل أو تسريح أو ترقية للضباط من مختلف القطعات العسكرية أو الأمنية أو من وزارة الداخلية، أو يذكر حوادث أمنية هامة ولقاءات وزيارات أمنية، وربما يتضمن إبلاغ الرئيس عن نتائج مهمة طلبت من شعبة المخابرات أو اطلاعه على أمر سري، ودائماً ما تتحدث هذه التقارير عن سيرعن القوات الحليفة للنظام كروسيا وإيران، بالإضافة لمعلومات عن أمن المنشآت التابعة للبحوث العلمية وغير ذلك).

رابعاً، التقرير اليومي لإدارة المخابرات الجوية، (يحتوي على جملة من المعلومات التي قد يحتويها تقرير شعبة المخابرات العسكرية ويضاف عليه أمن المطارات والقواعد الجوية).

خامساً، التقرير اليومي لإدارة المخابرات العامة، ويتضمن كل ما يصدر عن خلية إدارة الأزمة ويتحدث عن الوضع الأمني في سوريا دون التطرق لما تحدثت عنه شعبة المخابرات العسكرية أو إدارة المخابرات الجوية، وهو غالباً ما يذكر الوضع السياسي والتحركات السياسية للمعارضة والحكومة السورية وحلفاءها، أو شكاوى على مدراء ووزراء أو شخصيات سياسية، أو حركة الشارع والمواطنين.


ويشار إلى أن التقارير الأمنية الثلاثة الصادرة عن أجهزة الأمن (أمن عسكري، أمن جوي، أمن الدولة) تدخل إلى مكتب بشار الأسد في ظرف مغلق، ويتم تسليمه من قبل ضباط من تلك الإدارات، يحضرون شخصياً إلى ديوان رئيس الجمهورية وليس مكتب شؤون رئاسة الجمهورية وهناك يسلمون التقرير بشكل شخصي لرئيس ديوان رئيس الجمهورية وينتظرون لمدة 4 إلى 5 ساعات بعد تسليم البريد ثم ينصرفون، حاملين معهم ردود أو توجيهات أو تعليمات.

والجدير بالذكر أن التقارير الواردة من الأجهزة الأمنية (أمن عسكري، أمن جوي، أمن الدولة) تدخل إلى مكتب بشار الأسد في تمام الساعة التاسعة صباحاً، فيما يتم إدخال التقرير اليومي و الأسبوعي في تمام الساعة الحادية عشر صباحاً وهذا عرف داخل أروقة القصر الجمهوري، وفي حال غياب بشار الأسد سواء من خلال زيارة رسمية داخل سوريا أو خارجها، يتم الاحتفاظ بالبريد الأمني إلى حين عودته، باستثناء التقرير اليومي الذي يتم إرساله له حيث مكان تواجده في حال ورود أمر طارئ بالبريد، أو يضاف إلى بريد اليوم التالي للاطلاع عليه حين عودته .

الشكاوى والطلبات:

ترد يومياً مئات الشكاوى والطلبات لمكتب بشار الأسد، وهذه الشكاوى تأتي من عموم شرائح المواطنين، بعضها يأتي بمظالم، وبعضها يأتي بشكاوى خدمية وبعضها الآخر يأتي بصيغة تقارير، وتكون على الشكل التالي:

– شكاوى وطلبات من رجالات دين أو زعماء قبائل أو وجهاء مناطق أو شخصيات مؤثرة.

– شكاوى أو طلبات من رجال أعمال وصناعيين وتجار.

– سوء أو انعدام خدمات حياتية في إحدى المحافظات.

– غلاء أسعار أو نقص بالمحروقات أو بعض المواد الأساسية.

– شكوى على مدير عام أو مدير مؤسسة أو جهة قضائية.

– طلب من أسرة قتيل في الجيش أو الأمن

– طلبات أخرى واردة من فئات مختلفة.

ويتم التعامل مع هذه التقارير والشكاوى الواردة إلى رئاسة الجمهورية بعدة طرق، حيث يقوم العاملين في مكتب رئيس الجمهورية بفرز تلك الشكاوى والتقارير الوارد إلى وتصنيفها في أربع مجموعات:

المجموعة الأولى، الشكاوى والمراسلات الواردة من الأجهزة الأمنية ومن القطعات العسكرية والوزارات والبعثات الدبلوماسية والسياسيين ورجالات الدولة، هذه يتم إدخالها إلى مكتب بشار الأسد بعد فتح الرسائل والتأكد من سلامة النص والجهة المرسلة، وفي حال كانت بريد (يفتح باليد)، لا يتم الاطلاع عليها مطلقاً ويتم إدخال هذا النوع مباشرة وعرضه على رئيس الجمهورية دون الاطلاع عليه أو كتابة أي مقترحات أو تهميش على الرسالة.

المجموعة الثانية، الشكاوى والطلبات التي تأتي من أبناء الطائفة العلوية، ورجال الدين، وزعماء العشائر والقبائل، وكبرى العائلات المؤيدة للنظام السوري أو من كبار الصناعيين والتجار (الحاضنة القوية من الصف الأول والتي تعتبر مؤثرة في الشارع السوري).

وهذا النوع من الطلبات أو الشكاوى يتم تلخيصها بأسطر قليلة مذيلة بالمقترحات و يتم إدخالها بالبريد إلى بشار الأسد ليتم التوقيع عليها أو وضع مقترحاته أو قراره، على سبيل المثال (الموافقة على منح رخصة استيراد، أو الموافقة على تخصيص أرض أو مشروع تجاري) وربما يتم إحالة الطلب للجهة أو الوزارة المختصة ليجري التعامل معها وتقديم التسهيلات للمشتكي أو لصاحب الطلب، وفي حال كانت هذه الطلبات تحتوى على مظالم أو خلافات يطلب إحالتها للأمن أو يكلف اللواء علي مملوك أو أحد رجال الحكومة بحل المشكلة أو تسهيل و تسيير الأمور، أو الوصول إلى حل للخلاف وهذه الشريحة بالغالب تكون كل طلباتها مجابة.

المجموعة الثالثة، والتي تأتي من أُسر قتلى الجيش و أُسر المفقودين ضباطاً وجنود، هذه الشكاوي لا تدخل إطلاقاً على مكتب رئيس الجمهورية و إنما يتم إحالتها على الفور إلى شعبة المخابرات العسكرية (الفرع 293)، وتحديداً إلى قسم محدث منذ عامين تقريباً يمسى قسم شؤون أُسر العسكريين، و في هذا القسم يتم التعامل مع الشكاوى، وعلى الغالب يتم التجاوب مع أسر القتلى والمفقودين و الجرحى من أبناء الطائفة العلوية، أما طلبات الأُسر من بقية الطوائف فيتم التعامل معها على أنها من الدرجة الثانية، وفي بعض الأحيان يتم استدعاء المشتكي و توبيخه أو تنبيهه لعدم رفع الشكاوي.

المجموعة الرابعة، هي تلك الرسائل والشكاوى التي تصل فئات مختلفة من الشعب، الذين يشتكون فيها عن حالات فساد مؤسسات الدولة أو جهة أمنية أو مظلومية سجين أو محكمة أو طلب استثناء أو طلب مقابلة و غير ذلك، و هذه الرسائل لاتصل إلى مكتب بشار الأسد إطلاقاً و لا تعرض عليه و لا يتم التعامل معها بتعليمات منه، فقط يتم الاطلاع عليها بشكل سريع و من ثم يجري إتلافها أو حفظها و أرشفتها، وفي بعض الأحيان يتم انتقاء الرسائل المهمة التي تحوي على تفاصيل عن عملية اختلاس أو سرقة لمسؤول أو شخصية مهمة في الدولة، وهذه الرسائل ترسل للجهات الأمنية ليتم أرشفتها كمستمسك على تلك الشخصيات أو للتعامل معها.