تواصل دولة الاحتلال التركي تنفيذ سياسة التتريك الممنهجة في المناطق السورية المحتلة. حيث أطلقت حملة حديثة لتغيير هوية المنطقة وصهر هويتها العربية والكردية من خلال صهر أطفال الباب وجرابلس وعفرين لغوياً.
تستخدم دولة الاحتلال التركي سياسات التتريك بشكل ممنهج في المناطق السورية المحتلة بهدف ضم تلك المناطق نهائياً. فقد استوطنت اللاجئين السوريين قسراً في الشمال السوري وقامت بتغيير المناهج التعليمية والجامعية وفرضت اللغة والعملة التركية في تلك المناطق لتحقيق تغيير اجتماعي وتمحي الهوية السورية.
من ناحية أخرى، أطلق معهد “يونس إمره” التابع للاحتلال التركي حملة جديدة تهدف إلى صهر 300 ألف طفل في المنطقة، من خلال تعليمهم اللغة التركية وصهرهم في الثقافة التركية. تم افتتاح فرع ثاني للمعهد في مدينة الباب، ومن المقرر افتتاح فروع أخرى في جرابلس وعفرين. يعتبر هذا المعهد أداة للاحتلال التركي لتغيير هوية سكان المناطق السورية المحتلة لغوياً ونشر لغتها في الخارج، استعدادًا لتهجير تلك المناطق بنفس الطريقة التي تم استخدامها في إقليم اسكندرون.
تعمل الفاشية التركية على ترسيخ جذورها في الشمال السوري المحتل. وأكد النشطاء والمراصد المحلية في تلك المناطق أن الاحتلال التركي يدير كافة الخدمات الحياتية مثل الصحة والتعليم والبريد والصرافة والكهرباء والمياه والهاتف بواسطة مسؤولين وموظفين أتراك. كما قام بتبديل الليرة السورية بالليرة التركية وتغيير المناهج التعليمية لتصبح تركية. وقد قام بتغيير السجل المدني للسكان الأصليين في تلك المناطق واستبداله ببطاقة شخصية وعائلية تركية.
وأشارت المصادر الحقوقية إلى أن سياسة التتريك أصبحت أشد وحشية في المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا، مثل عفرين ورأس العين وتل أبيض المحتلة، مما أدى إلى هجرة آلاف من الكرد من مناطقهم وقد تم إزالة المعالم الكردية وتغيير الأسماء الكردية للشوارع والمراكز والأحياء، واستبدالها بأخرى تركية. تم رفع العلم التركي وصور إردوغان فوق المدارس والمستشفيات وجميع المراكز والمؤسسات والساحات. هدف هذه التغييرات هو إحداث تغييرات ديموغرافية جذرية وطمس الهوية الكردية لتلك المناطق.