تـــداعــيــات الــمــؤامـــرة الــدولــيــة فـــي عــامـهــا الــحــادي والــعــــشـــرين

آلدار خليل –
أحدثت الثورة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا نقلة نوعية في مسار التطورات التي تشهدها المنطقة، حيث إن الامتداد الحقيقي للروح النضالية التي بدأت في عام 2011 باتت تتجلى مع مرور كل عام بحيث أنه أمام جهود الحل التي لا تصل إلى الواقع العملي فيما يتعلق بالوضع في سوريا تظهر الثورة الديمقراطية بأنها الحل الفعلي لكل المشاكل العالقة التي عانت منها المنطقة ولا تزال منذ آلاف السنوات.
لقد ساهمت فلسفة الأمة الديمقراطية وفلسفة الحل الديمقراطي في إعادة بناء حقيقي لكل النماذج المتعلقة بالتواصل والترابط الذي مزقتهُ آلة الإنكار وسياسات النظام المركزي وما أفرزت من مصالح فيما بعد في المجال السياسي مع تطور الحداثة الرأسمالية وتبنيها للغة المصالح على حساب حقوق الشعوب الديمقراطية؛ حيث إن الواقع الموجود لدينا في شمال وشرق سوريا بات حالة مهمة في التأثير على مجمل التوجهات المتعلقة بالمنطقة وبخاصة تلك التي يتم إعدادها على ما يمكن أن يعرقل أو يعيق تقدم مسيرة الشعوب نحو الديمقراطية والحل الذي يضمن في جوهره نبذ كل الخلافات بآلية واحدة ونموذج واحد ملبي للحاجة ومطور للواقع ومجلب للقيم التي يمكن بناء المجتمع عليها أي مشروع الأمة الديمقراطية.
النتاجات التي بدأت تظهر بقوة في هذه المرحلة المهمة ومنها اقتراب نهاية أكثر تنظيم إرهابي همجي ظهر في هذا القرن وهو داعش، النموذج الموجود بحالة من التشارك والعمل الجماعي بين مختلف المكونات (الإدارة الذاتية الديمقراطية)، القرار المستقل لهذه المكونات من عرب، كرد، سريان، أرمن، آشور وامتلاكهم للقدرة على رسم مسارهم الذاتي وفق ما يخدم تطلعات هذه المكونات، المرأة من مختلف المكونات المذكورة وما حققته من تطور في المجالات كافة حتى باتت المرأة في شمال وشرق سوريا اليوم نموذج يُقتدى به حتى من قِبل أكثر الحركات التي تأسست في مجال الدفاع عن حقوق المرأة كالحركة الفامينية وغيرها؛ كل هذا لم يتم تحقيقه بالسهولة أو بمجرد اتخاذ القرار في ذلك، ما حدث وما تم تحقيقه كله نتاج الفلسفة الديمقراطية؛ الطرح الديمقراطي، نتاج فلسفة الأمة الديمقراطية التي طرحها القائد عبد الله أوجلان، حيث إن انتصار هذه الفلسفة وهذا التطور في كل المجالات المذكورة هو انتصار حقيقي لنضال ومقاومة القائد عبد الله أوجلان في سجن إيمرالي وما قام ببنائه من ميراث لكل الشعوب المظلومة في سنوات نضاله من أجل الديمقراطية والسلام.
المؤامرة الدولية التي بدأت قبل عشرين عاماً ولا تزال مستمرة؛ مع مرور كل عام يتم الإثبات بأنها مُفرغة من أهدافها، حيث ظهر العكس أمام ما تم الإعداد له، فكل الجهود التي استهدفت القائد أوجلان من أجل النيل من إرادة الشعوب في شخصه باتت اليوم تظهر بشكل عملي، ولم يقتصر الأمر على ظهورها عملياً بل إنها- إرادة الشعوب- باتت عامل تأثير على كل السياسات والمخططات في المنطقة بما فيها تلك التي تُعد ضد الشعوب ذاتها، أمام تلك الإرادة المنتصرة التي تظهر في مجالات أخرى تعبّر فعلاً عن تلك المواقف عن مدى الإصرار على إن آلية العزل المطّبقة في إيمرالي لا يمكن لها أن تنجح في تحقيق الفصل بين القائد وفلسفته وبين حياة الشعوب التي تؤمن بفلسفته الديمقراطية ومساعيه نحو السلام والحرية، حيث إن حملات الإضراب عن الطعام، التضحيات البطولية التي تمت تحت شعار” لا يمكنكم حجب شمسنا” لم تعد محصورة في توقيت معين ومناطق محددة أو حتى في مناطق كردستان فقط، بل باتت في كل المناطق بالعالم وتستمر بقوة وبوتيرة عالية تعمل على تعرية ممارسات الدول المهيمنة والمركزية ضد الشعوب كما الحال اليوم في حملة الإضراب لليلى كوفن والآلاف معها في أرجاء العالم كافة.
نتائج أسر وممارسة العزلة على القائد أوجلان والتي جاءت عكسية لكل من ساهم في المؤامرة الدولية؛ باتت اليوم نتائج مؤثرة بشكل كبير حتى في إعادة النظر بالنسبة لكثير من الدول والحكومات بحيث لا يمكن اليوم وضع أي رؤية دون الأخذ بعين الاعتبار ومن باب الأهمية نتاجات العزلة على القائد أوجلان ومنها حالة التقاء الشعوب المختلفة التي كان يمكن التعويل على خلافاتها من أجل ضعفها إلا إنها اليوم متكاتفة وموّحدة بالرغم من إن الشدة واضحة في الممارسات العكسية والسلبية عليها في المنطقة.