كشف تقرير مقدم إلى الكونغرس الأمريكي، بأن الهجمات التركية المسيرة على مناطق شمال وشرق سوريا والعراق، تتحدى العمليات العسكرية ضد “داعش” في المنطقة.
وذكر كبير المفتشين العامين، خلال التقرير المقدم إلى الكونغرس الأمريكي، بأن الهجمات التركية بطائرات بدون طيار ضد شخصيات بارزة في قوات سوريا الديمقراطية في كل من العراق وسوريا قد عقّدت الجهود لهزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة.
وأضاف التقرير، بأن تلك الضربات المتكررة يعيق الهدف الأوسع المتمثل في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
ومع بدء تنفيذ عملية العزم الصلب في عام 2014، والتي تسعى إلى هزيمة داعش وتعزيز الاستقرار الإقليمي، فإن تدخلات قوى الطرف الثالث، بما في ذلك تركيا وإيران وروسيا وحكومة دمشق، تضخم المخاطر وتحول التركيز عن هذه الأهداف الأساسية، وفقاً للتقرير.
وخصص التقرير مساحة كبيرة لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا في المنطقة، من ابتزاز وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث يواجه المدنيون هناك تحديات كبيرة، ولا سيما النساء بشكل خاص.
وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن معظم الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، كانوا أعضاء سابقين في تنظيم “داعش”، حيث مولت أنشطتها من خلال ابتزاز المدنيين عند نقاط التفتيش، ولا سيما التهديد والقيام بأعمال احتجاز أو الإيذاء الجسدي أو الاغتصاب أو حتى قتل الأفراد أو أفراد أسرهم.
ونفذت الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، ممارساتها غير المشروعة مع الإفلات من العقاب، وشمل ذلك، حسبما ورد في التقرير، “توفير ممر آمن لأعضاء داعش عبر المناطق الواقعة تحت نفوذهم”.
وعلاوة على ذلك، ووفقاً لتقارير المنظمات غير الحكومية، واصلت الفصائل المسلحة في شمال سوريا ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، واستهدفت على وجه التحديد السكان الأكراد والإيزيديين وغيرهم من المدنيين.
وتضمنت هذه الانتهاكات، كما هو مفصل في تقارير الدول لعام 2022 الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية حول ممارسات حقوق الإنسان في تركيا، عمليات القتل غير القانوني، والإيذاء الجسدي، والعنف الجنسي، والاعتقال، والاحتجاز غير العادل، والاختطاف من أجل الحصول على فدى مالية، بالإضافة إلى عمليات النهب والاستيلاء على الممتلكات الخاصة ونقل المدنيين المحتجزين عبر الحدود إلى تركيا.
وأضاف التقرير، بأن منع تمكين المرأة والأنشطة المتعلقة بالنوع الاجتماعي في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل كان له تأثير ضار على المشاركة المدنية للمرأة، حيث تعرضت النساء للمضايقات إذا حاولن أن يصبحن ناشطات سياسياً، أو الانخراط في منظمات المجتمع المدني أو السعي لتحقيق العدالة.
وفي العراق، أكد تقرير الأممي، بأن الضربات التركية ضمن أراضي إقليم كردستان العراق، أثر بشكل كبير على سكان الريف وأثارت قلق المراقبين الدوليين والمجتمعات المحلية على حد سواء.
وربط التقرير، حادثة محاولة استهداف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، بالقرب من مطار السليمانية الدولي، “بالانتخابات الرئاسية التركية”، كون تركيا لم تكن راضية عن العلاقات المعززة مؤخراً بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات العسكرية في الإقليم، والتي وصفها “عبدي” بأنها “وحدة للقوات الكردية”.
وأكد التقرير، على دور قوات سوريا الديمقراطية الحاسم والفعال في محاربة “داعش” في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن تركيا أغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية من وإلى مطار السليمانية، مما أثر على التواصل الإقليمي والدبلوماسية، وبالتالي أدى إلى تفاقم التوترات الإقليمية.