في 28 يوليو الجاري، شهد معبر تل أبيض الحدودي في سوريا اشتباكات عنيفة بين مسلحي “الجيش الوطني” و”الفيلق الثالث”، ووصفت الاشتباكات بأنها حالة انقلاب ضمن فصيلة “الفيلق الثالث”، وذلك بسبب قضايا فساد مالي. أصدرت الحكومة الأمريكية تصريحاً يوم 30 يوليو بشأن إسقاط طائرة بدون طيار من طراز “MQ-9″ في اليمن في 26 يوليو، وأفاد التصريح بأن الطائرة كانت تابعة للبحرية الأمريكية وكانت تنفذ مهمة دعم للعمليات الأمنية في المنطقة.
وفي سياق متصل، شهدت منطقة تل أبيض انشقاق في مسلحي”جيش الإسلام” وتدخل مسلحي “حركة التحرير والبناء” و “السلطان مراد” و “سليمان شاه/ العمشات”، وذلك بعد توجيه أرتال عسكرية منهم إلى المنطقة للتدخل، بأوامر تركية، على خلفية الاشتباكات في معبر تل أبيض. وشهد معبر السلامة انتشاراً عسكرياً كثيفاً، وأُغلِق الجانب التركي للمعبر واستنفرت قواعده المحيطة بمدينة أعزاز. ومنعت فصائل”الجبهة الشامية” دخول المدعو “حسام أبو ياسين” إلى مقر القيادة في معبر السلامة، الذي كان قبل ذلك بصدد الاستيلاء على المعبر. تم إيقاف الاشتباكات بين فصائل “الفيلق الثالث” في معبر تل أبيض وتم نشر عناصر الشرطة العسكرية في المحيط. تم فرض قرار تغيير أمنية المعبر بالقوة.
حدث انشقاق بين مسلحي”جيش الإسلام”، واحدة منها يقودها المتزعم “عصام بويضاني/ أبو همام” وطلبت مساندة من فصائل “حركة التحرير والبناء” لدعم المتزعم “أبو ياسين” للسيطرة على كامل منطقة تل أبيض، في حين دعم فريق آخر في فصائل”جيش الإسلام” متزعم حركة “الجبهة الشامية”، ووقف مجلس العشائر في تل أبيض إلى جانب المتزعم “أبو ياسين”.
توجهت أرتال عسكرية من ميليشيا “السلطان مراد”، الذي انطلق من مدينة رأس العين المحتلة، ومن مسلحي “سليمان شاه/ العمشات” إلى مدينة تل أبيض للتدخل بأوامر تركية.
بعد الاشتباكات في معبر تل أبيض، استنفر مسلحو “الجبهة الشامية” في أعزاز وسجو، وشهد معبر السلامة انتشاراً عسكرياً كثيفاً. أغلق الجانب التركي المعبر واستنفرت قواعده المحيطة بمدينة أعزاز. منعت فصائل “الجبهة الشامية” دخول المتزعم “حسام أبو ياسين” إلى مقر القيادة في معبر السلامة، الذي كان قبل ذلك بصدد الاستيلاء على المعبر.
فيما بعد، أعلن المتزعم “أبو العز سراقب” في فصيلة “الجبهة الشامية” تعليق عضويته في الفيلق الثالث حتى يتم عزل المتزعم الحالي للفيلق المدعو “حسام ياسين/ أبو ياسين” وإحالته إلى التحقيق بقضايا فساد مالي. استدعت الاستخبارات التركية المتزعم “أبو العز سراقب” إلى مدينة كلس.
تُزيد هذه الاشتباكات المندلعة بين الحين والآخر حالة من الرعب والذعر بين الأهالي نتيجة تبادل إطلاق النار بسن الطرفين وإصابة في العديد من المرات مدنيين عُزل بطلقات نارية طائشة، مما يُزيد ضجر واستياء الأهالي، ناهيك عن تنفيذ الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين والناشطين، والتحكم وفرض سطوتهم على كافة مناحي الحياة، وانتشار الفساد والفاسدين، بما يرضي تركيا وفصائلها المسلحة.
وعلى إثر ذلك، يطالب المدنيون بالحد من الانتهاكات من خلال الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات، مطالبين الفصائل المسلحة العاملة بأوامر تركية برفع يدها عن الحياة المدنية.
كما يطالب الأهالي في بلدة سلوك وحمام التركمان ومدينة تل أبيض الجهات التركية والمسؤولين العاملين معها، بحل ما يسمى “المكاتب الاقتصادية”، ورفع يد كل الفصائل عن الحياة المدنية، المتمثلة بالمعابر والمواسم الزراعية والمحروقات والصوامع، بالإضافة إلى تحسين الواقع الخدمي، وتخفيض رسوم معبر تل أبيض أسوة بباقي المعابر في الشمال السوري دون أي تدخل من الفصائل، لكن وعلى الرغم من الاحتجاجات المستمرة والتظاهرات الحاشدة إلا أن الحال في تل أبيض المحتلة كما هو بل ويزداد سوءاً، ما دفع بعدد من المواطنين على ترك عملهم ضمن المؤسسات الرسمية، لغياب مصلحة الشعب فيها، وانتشار السرقات واللصوص، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وليس في تل أبيض وحسب، وإنما تُعمم هذه الحالة من الفلتان الأمني واستياء المواطنين في كل المناطق السورية المحتلة تركيا د، وفي كل يوم تُسجل أبشع الانتهاكات بحقوق الإنسان من قتل واعتقال وخطف واغتصاب دون تدخل أي من الجهات الإنسانية المعنية بالشأن.