حزب الاتحاد الديمقراطي يصدر بياناً يدعو فيه الانتفاضة للتنديد بسياسة الإبادة التي يمارسها الاحتلال التركي في عفرين

وجاء في البيان:
“في 20 كانون الثاني 2018 ابتدأت الذهنية العثمانية المتوارثة من القرن الخامس عشر، غزوتها الوحشية بوسائلها الحربية المعمول بها في القرن الواحد والعشرين على مدينة عفرين الآمنة التي حافظت على استقرارها على مدى سبع سنوات في أجواء مستنقع الحرب القذرة، وأصبحت ملاذاً لمئات الآلاف من الهاربين من لهيب الحرب ولم يكن أمام السكان المدنيين ومنظومتهم الدفاعية الذاتية سوى خوض مقاومة العصر على مدى ثمان وخمسين يوماً سطروا فيها أروع ملاحم البطولة والفداء والتمسك بالكرامة والقيم الإنسانية، وسقط مئات الضحايا من النساء والأطفال ومئات الشهداء من وحدات حماية الشعب والمرأة وأضعاف هذا العدد من الجرحى. ولكن الصمت الدولي أمام خرق جميع القوانين والأعراف الدولية، وتخاذل جميع القوى المهتمة بالسيادة السورية، وأمام وحشية الجيش التركي وحلفائه من مخلفات داعش ومشتقاتها من المرتزقة، اضطر مئات الآلاف من سكان عفرين إلى النزوح نحو شمال وشرق سوريا، وما زال أكثر من مائة ألف من النازحين يقيمون في مخيمات على حافة عفرين ينتظرون العودة إلى منازلهم وقراهم بفارغ الصبر.

من جانب تحاول الدولة التركية اقتلاع الشعب الكردي من جذوره، وتمارس مع مرتزقتها ما مارسته داعش في شنكال تجاه سكان عفرين بشكل عام والكرد الإيزيديين بشكل خاص من سبي النساء وقطف الرؤوس والتمثيل بالجثث، وتقوم بتوطين من جلبتهم من شتى أصقاع الأرض ومن أنحاء سوريا من مرتزقتها بهدف تحقيق التغيير الديمغرافي في عفرين.

وفي مقابل سياسة الإبادة التي تقوم بها الدولة التركية على العالم أخذ موقف جاد على وجه السرعة تجاه التهديد التركي للتجربة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا وبشكل خاص تجاه الممارسات التي يقوم بها الجيش التركي ومرتزقته في عفرين والعمل على ضمان إعادة شعب عفرين الأصيل إلى مناطقه من خلال دعم توجهات شعبنا في تحرير مدينته من الاحتلال، كذلك لابد للعالم أجمع أن يدرك بأن تركيا تمثل الإرهاب في سوريا.

ومن الجانب الآخر يخوض أبناء عفرين حرب المقاومة ضد المحتل التركي وأدواته، وما زالت القوى العالمية والدولية خرساء أمام هذه الكارثة التي هي جرح في قلب كل كردي في الأجزاء الأربعة من كردستان وفي قلب كل سوري وطني.

إننا في حزب الاتحاد الديموقراطي نرى أن ما حدث لعفرين كان نتيجة لتوافق دولي قذر على دماء الأبرياء والمسالمين من أبناء الشعب الكردي الذي أصبح سداً منيعاً أمام تهديدات الإرهاب العالمي، وقد حان للقوى الديموقراطية المناصرة لحقوق الشعوب والقيم الإنسانية أن تتوحد للدفاع عما تؤمن به من خلال إعلان 20 / يناير يوماً عالمياً لنصرة عفرين، وتقدم الدعم والمساندة للمقاومين من أبناء وبنات عفرين لتعود إلى أصحابها في أقرب فرصة.

وفي الختام نتوجه إلى كافة أبناء شعبنا في الداخل والخارج وكافة القوى المؤمنة بالديمقراطية وبحرية الشعوب بضرورة الخروج في العشرين من شهر كانون الثاني الجاري إلى كافة الساحات والتنديد بسياسة الإبادة التي يقوم بها جيش الاحتلال التركي وعمليات التغيير الديموغرافي والتأكيد على توحيد كافة الجهود من أجل تحرير عفرين”.