أخبار عاجلة

“حليم يوسف” متحدثاً لـ”روز برس” عن مكانة الروائي الكردي “مناف أوصمان” المعـ.ـتقل في تركيا منذ ثلاثين عاماً

بالرغم من انتهاء المدة القانونية لاعتقال الروائي الكردي السوري “مناف أوصمان” والبالغة ثلاثين عاماً، إلَّا أن السلطات التركية رفضت إطلاق سراحه مؤخراً، معلنة تأجيل النظر بالقضية لمدة ستة أشهر أخرى.
ظروف السجن القاسية، والتعذيب الذي طال “أوصمان” ورفاقه، لم تمنعه من كتابة العديد من الأعمال الأدبية التي نالت إعجاب القراء وخاصة الأدباء والمثقفين منهم، فلقد استطاع “أوصمان” أن يكتب وهو داخل السجن خمس روايات وثلاث مجموعات قصصية، من أبرزها رواية “تل الأسود”.
“روز برس” حاورت الأديب والروائي الكردي “حليم يوسف” الذي تحدث عن المكانة الأدبية التي يحظى بها الروائي “أوصمان” وكيف تعرف على أعماله الأدبية، وعن المواضيع التي يطرحها من خلال هذه الأعمال.
إلى الحوار..

-ماهي مكانة “مناف أوصمان” أدبياً وثقافياً؟

كان ذلك في العام 2008 عندما وقعت في يدي ومن باب الصدفة رواية تحمل عنوان “كري شيران – تل الأسود”، وبدأت القراءة دون أن أعلم أي شيء عن كاتبها. وقد شدتني الرواية من صفحاتها الأولى، حيث السرد الشيق المليء بالتفاصيل المثيرة المتعلقة بموضوع الكفاح الكردي المسلح ضد الجيش التركي الذي مرت عليه عقود عديدة. كان واضحا أن الكاتب يتحدث عن تجربة شخصية عايشها وينقلها وفق سرد متقن وبنية متماسكة، أقرب إلى الواقعية “العارية” إن صح التعبير، وبعيدا عن البروباغندا السياسية والإيديولوجية. دفعني الفضول الى السؤال عن المؤلف الذي لم تكن هناك معلومات عنه. وعنونت زاويتي التي أكتبها لموقع ديارنامه بالسؤال عنه “من هو مناف أوصمان؟” وجاءني الجواب من مصدرين مختلفين، أحدهما كان رفيقه في السجن، وهكذا علمت بأنه كان في بداية التسعينيات مقاتلا قيادياً في ماردين ومنطقة خرزان، وتم أسره في باتمان في العام 1993 وهو أسير لدى الدولة التركية ومحكوم بالمؤبد. وتتالت كتاباته بالصدور بعد تلك الرواية وقد بلغ عددها ثمانية على حد علمي، وتتوزع بين الرواية والقصص القصيرة. وأعتبر رواية “تل الأسود” من أجمل الروايات المكتوبة عن الحرب التي يخوضها الجيش التركي ضد المقاومين الكرد منذ ما يقارب الأربعين عاما.

– ماهي المواضيع التي يتناولها أوصمان في رواياته؟

كل ما قرأته له يتناول فيه وضع المجتمع الكردي في العقود الأخيرة من خلال تأثر القدر السياسي الشديد السواد الذي ابتلي فيه المجتمع الكردي من احتلال وبطش وإبادة من جهة، وكذلك من خلال تأثير الاستبداد على المجتمعات العربية والتركية التي تتعايش مع الكرد. هذا الأمر يتعلق بالجزء الذي اطلعت عليه في كتاباته. وأجزم أن الإجابة المفصلة على هذا السؤال يتطلب الاطلاع على كامل كتابات مناف أوصمان، وهذا ما لم يتح لي حتى الآن.

– بصفتك روائي وأديب كردي ما هو تعليقك على احتجاز تركيا لأوصمان كل هذه المدة ورفض إطلاق سراحه بالرغم من انتهاء المدة القانونية؟

إنه أمر مؤلم أن تتم مصادرة حرية إنسان يقاتل لأجل حرية شعبه أكثر من ثلاثين سنة، ويكتسب الأمر بعدا أكثر إيلاما فيما إذا كان ذلك الإنسان مثل مناف أوصمان كاتبا ومبدعا. وازداد الأمر بشاعة بالاحتفاظ به في السجن رغم انقضاء المدة القانونية التي أقرتها المحاكم التركية نفسها. انه استهتار فظ بحياة الإنسان وبحريته وانتهاك أرعن لأبسط حقوقه الطبيعية. تفسيري لهذه الخطوة غير الحقوقية هي أنها نتيجة ليأس الجلاد من انتصار الضحية عليه. لقد انتصر مناف أوصمان على جلاديه مرتين، مرة خارج السجن عندما حمل السلاح وخرج إلى الجبال لقتالهم، ومرة داخل السجن عندما نجح في انجاز تجربة أدبية ملفتة، واستطاع إيصال صوته الإبداعي خارج القضبان في تحد صارخ لجبروت الجلادين وبطشهم وإصرارهم على إسكات كل الأصوات المطالبة بالحرية.
أتمنى أن أرى مناف أوصمان وهو يتابع انجاز مشروعه الأدبي خارج قضبان السجون في أقرب وقت. الحرية تليق به.