الهجوم الخطير الذي استهدف منشأتي آرامكو النفطيتين في السعودية، لا يمكن لميليشيات الحوثي بقدراتها المتواضعة تنفيذه، وهو ما كشفته التقارير الدولية، والتحقيقات الأولية بعد الهجوم، حيث توجهت أصابع الاتهام بشكل مباشر نحو النظام الإيراني، فهو الجهة الوحيدة القادرة على فعل ذلك، رغم نفي طهران المستمرة عن العمل الإرهابي.
وفي تطور لعله الأخطر والأهم على المشهد الدولي، فقد أكد مسؤول أمريكي كبير، أن الهجوم الذي نفذ السبت الماضي على منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو جاء بموافقة وأوامر مباشرة من المرشد الأعلى في إيران “علي خامنئي”.
ونقلت وسائل إعلامية أمريكية عن المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه قوله، إن المرشد خامنئي بشكل شخصي وافق على الهجوم بشرط أن لا يترك أي دلائل عن تورط إيران، وأن ينفذ بطريقة تبعد كل الشبهات عن بلاده.
إلى جانب ذلك، أكد المسؤول وجود أدلة دامغة وقاطعة حول تورط إيران بالهجوم، لا سيما في ظل وجود صور أقمار صناعية تظهر استعدادات قوات الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ الهجوم انطلاقاً من قاعدة جوية في إقليم الأحواز، مشيراً إلى أن الصور لم يكشف عنها حتى الآن لوسائل الإعلام.
وكان ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران قد تبنت عملية استهداف معامل شركة أرامكو السعودية، فيما عرضت وزارة الدفاع السعودية ما قالت إنها إثبات على تورط إيران بالعملية.
كما كان الحرس الثوري الإيراني قدد هدد في وقت سابق الجهات التي قال إنها تشجع أعداء إيران على تنفيذ عمليات عسكري ضدها، مشيراً إلى أنها ستواجه “ضربات مدمرة” في حال حدوث أي تصعيد عسكري، وذلك في إشارة ضمنية للدول العربية المجاورة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
نائب قائد مقر “خاتم الأنبياء” في الحرس الثوري اللواء “علي شادماني” من جهته، أشار إلى وجود خمسة “جيوش” عربية مستعدة للدفاع عن إيران في حال مهاجمتها، على رأسها ميليشيات الحشد الشعبي العراقي، وعدد من الميليشيات الموالية لها هناك، بالإضافة إلى حزب الله اللبناني، وميليشيا أنصار الله الحوثي، اللتين وصفهما بأبناء “الثورة الإسلامية”.
في السياق ذاته، لفت “شادماني إلى أن ما أنفقته إيران في سوريا خلال السنوات العشر الماضية “مقابل مصالحها” سيجعل من الجيش السوري واحداً من تلك الجيوش المدافعة عن إيران، مضيفاً: “كل ما دفعناه في سوريا لا يساوي مبلغ زهيد أمام أمننا واستقرار حدودنا”، الأمر الذي فسره معلقون على مواقع التواصل الإجتماعي مطالبة صريحة من المسؤول الإيراني لنظام بشار الأسد برد الدين.
إلى جانب ذلك، هدد “شادماني” بلغة صريحة باستهداف الدول العربية المجاورة فيما لو أقدمت واشنطن على توجيه ضربة عسكرية للنظام الإيراني، بالإضافة لاستهداف حركة الملاحة بالخليج العربي والسفن التجارية وناقلات النفط، مجدداً الوعيد بإزالة دول كاملة عن الخريطة.
(وكالات)