خلال النصف الأول من هذا العام، شن تنظيم داعش العديد من الهجمات الإرهابية على مختلف المناطق السورية، محاولاً إعادة إحياء نفسه من جديد، لكنه لم يتمكن في مناطق شمال وشرق سوريا من تحقيق هجمات ناجحة، حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من إحباط معظم تلك العمليات الإرهابية والقضاء على منفذيها والقبض على آخرين.
إن خلايا تنظيم داعش وخطرها المتزايد، ليست الجبهة الوحيدة التي تشغل قوات سوريا الديمقراطية، إنما هناك جبهات الدفاع المشروع ضد جيش الاحتلال التركي وفصائله، وكذلك عمليات المقاومة والتصدي للفصائل المرتبطين بالأجهزة الأمنية.
ورغم القضاء عليه عسكرياً، إلا أن تنظيم داعش لا يزال يشكلُ خطورةً وتهديداً أمنيَين على شمال وشرق سوريا والعالم أجمع، خاصةً مع محاولات بعض الأطراف الإقليمية، وعلى رأسها تركيا، استغلال ما تبقَّى من خلايا داعش، لتحقيق أهدافها في المنطقة.
استغلالٌ تزامن مع هجماتٍ متواصلة لتركيا على شمال وشرق سوريا، الأمر الذي دفع بقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي لإطلاق سلسلة عمليات لملاحقة تلك خلايا داعش، وإنهاء تهديداته.
ففي العشرين من كانون الثاني / يناير عام 2022، ومع نشرِ الليل لظلامه في مدينة الحسكة، بدأ عناصرُ تنظيم داعش هجوماً على سجن الصناعة الذي يضم آلاف من عناصر داعش، بُغيةَ السيطرة عليه، لكن ذلك باء بالفشل بعد حملة أمنية مركزة أُطلقَ عليها اسم “مطرقة الشعوب”، تمكنت خلالها قسد والقوات الأمنية من القبض على الفارين وإعادة الوضع تحت السيطرة.
وبعد عام واحد من “مطرقة الشعوب”، واستناداً إلى معلومات تفيد بأن تنظيم داعش يحاول إعادةَ هيكلةِ صفوفِه عبر خلاياه وتعيين متزعمين جدد في الرقة وحلب، أُطلقتْ عملية جديدة تحت اسم “الانتقام لشهداء الرقة”، بهدف الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، لتتبعها لاحقاً عملية “صاعقة الجزيرة”، التي أدت إلى إحباط مخططات لشن هجماتٍ إرهابيةً ضد مدينتي القامشلي والحسكة.
وفي آب / أغسطس عام 2023، أَطلقتْ قوات سوريا الديمقراطية عمليةَ “تعزيز الأمن” ضد خلايا داعش ومطلوبين جنائياً، في الضفة الشرقية لنهر الفرات بمنطقة دير الزور، لتتجه البَوْصلةُ لاحقاً نحوَ مخيم الهول، حيث يوجد الآلافُ من عوائل داعش الأجانب.
القواتُ الأمنية وضعت جُلَّ تركيزها لإنهاء التهديدات المحتملة في المخيم، حيث تحاول خلايا داعش استهدافه بشكل متكرر, عمليةُ “الإنسانية والأمن” كانت واحدةً من أبرز العمليات، بعد تنفيذها على ثلاثة مراحل، تمكنت خلالَها القواتُ العسكرية والأمنية من القبض على أعدادٍ كبيرة من الإرهابيين والمتورطين بدعم داعش.
وبعد أشهرٍ من انتهاء آخرِ مراحل “الإنسانية والأمن”، كان المُخيَّمُ على موعدٍ مع عملية أخرى تحت اسم “الأمن الدائم” وذلك لملاحقة خلايا داعش داخل المخيم وخارجه، وصولاً إلى الحدود العراقية، الأمر الذي قد يعني الاقتراب من إنهاء تهديدات التنظيم بشكل كامل، ولعلَّ من اسم “الأمن الدائم” إشارةً إلى ذلك.
وطالب المحللون القوى الدولية بتقديم المزيد من الدعم للإدارة الذاتية الديمقراطية، بهدف إيجاد حل لملف تنظيم داعش وأسرهم، معدّاً أن هؤلاء يشكلون عبئاً كبيراً لا تستطيع حتى الدول تحمّله.