تشهد المناطق المحتلة تركياً في سوريا حالة تصعيد في الاشتباكات العنيفة الدائرة بين الفصائل المسلحة فيما بينها، وتخلف هذه الاشتباكات في كل مرة قتلى وجرحى في صفوف الفصائل المتناحرة وكذلك من المدنيين العزل نتيجة لطلقات طائشة أو شظايا القذائف المتبادلة أثناء الاشتباك.
السبب الرئيسي وراء خلافات الفصائل المسلحة هذه هي “مادية”، فيختلفون على تقاسم حصص المسروقات وأملاك وعقارات المدنيين المهجرين قسراً دون أن يصلوا إلى أية اتفاق فيشتبكون فيما بينهم.
مؤخراً شهدت تل أبيض المحتلة اشتباكات بين عناصر الفصائل المسلحة في الـ 28 من شهر تموز المنصرم، حيث قتل عنصران وأصيب آخرون، من تشكيلات الجبهة الشامية المنضوية ضمن صفوف الفيلق الثالث الموالي لتركيا المحتلة، نتيجة اشتباكات عنيفة بين تشكيل أمن معبر تل أبيض بمؤازرة فصيل أحرار الشام من جهة، والقوة المركزية وأمنية الجبهة الشامية من جهة أخرى، نتيجة خلافات على إيرادات معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، بريف الرقة المحتل، في حين تمكنت قوات الطرف الثاني من السيطرة على معبر تل أبيض وأسر عدد من مقاتلي الطرف الأول، وسط حالة استياء من قبل المدنيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أما في عفرين المحتلة ووفق ما أفادت مصادر خاصة لـ “روز برس” فقد عقد اجتماع في مدينة عفرين المحتلة حيث شارك بالاجتماع كل من المدعو “أبو مالك” وهو المسؤول الأمني لمدينة عفرين و”أبو حمزة” وهو مسؤول الجبهات في قرى شيراوا، وذلك بغية السيطرة على كافة النقاط التي تتبع لفصيل مجلس تل رفعت العسكري وتسليمها لفصيل السلطان مراد بغية السيطرة على طرق التهريب وإيراداتها في تلك المناطق، فيما لم يتوصل أحد منهم الى صياغة تقاسم طرق التهريب بعد، الأمر الذي جعل فصيل مجلس تل رفعت العسكري يطلب من المخابرات التركية الاجتماع عاجلاً.
والخلاف على إيرادات معبر “باب السلامة” في إدلب أسوأ مما ذكر على المعابر السابقة.
إن حالة الفوضى والفلتان الأمني هذه تخلق الرعب والذعر لدى المواطنين العزل في المناطق المحتلة، ناهيك عن وقوع إصابات وقتلى في صفوفهم نتيجة الاشتباكات الدائرة في كل مرة، حتى أنهم خرجوا في العديد من التظاهرات المحتجة على هذه الحالة، مطالبين الفصائل المسلحة برفع يدها عن الحياة المدنية، وترك المواطنين وشأنهم، فعلاوة على حالة الذعر هذه فإن الفصائل المسلحة تشن بين الحين والآخر حملة دهم واعتقالات تعسفية واختطاف لابتزاز الأهالي ودفع فدى مالية باهظة، أما عن حالات السطو على أملاك المدنيين تحت تهديد السلاح فحدّث ولا حرج .