خيـ.ـانة الديمقراطي وعمـ.ـالة الوطـ.ـني ودور الشعب الكردي

كاردوخ بيكس
بمجرد أن يفتح الكردي في جميع أجزاء كُردستان فمه ليتحدث عنمَ يجول في خاطره من أماني وأحلام؛ فإنه يتحدث عن الوحدة الكردية، كونه يجد خلاصه منمَ تعرض ويتعرض له من إبادات وصهر وإقصاء، في هذه الوحدة. وليكون لهم كلمة واحدة فيمَ يتعلق بمصيرهم ومستقبلهم.
في الوحدة قوة وفي التفرق ضعف وتمزق وتلاشٍ واندثار. لكن هذه الوحدة تحتاج إلى العديد من الأسس السليمة للبناء عليها، وهذه الأسس متوفرة وبكثرة؛ ولكن العمل الحزبي الضيق، والسياسة القبلية، وسياسة الحزب الواحد تقف حجر عثرة أمامها.
لن نعود إلى الوراء كثيراً لنعيد ما فعلته بعض الأحزاب الكردية ضد أحزاب أخرى في وجه هذه الوحدة، من محاربة بعضهم على ظهور دبابات العدو، والاستقواء بالأعداء على بني جلدتهم للسيطرة على مناطق كردية أخرى، ومحاولة إنهاء الطرف الآخر.
استغل العدو هذه السمة (خيانة الكردي للكردي) منذ البداية، واستمر فيها إلى اليوم، ولكن أولم يحن الوقت لندرك إن عدو الأجداد لن يكون صديق الأبناء والأحفاد؟
بلى حان الوقت، ولكن لما الاستقواء بهذا العدو، والوقوف في صفه ضد بني جلدتك على أرضه التاريخية.
جل الحروب والخلافات والمجازر التي ارتكبت ضد الكرد على يد الكرد في جنوب كردستان، شارك فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني، كجهة استعانت بدبابات العدو ضد الكردي الشريك له في الأرض والمصير. والكل قرأ عنها، مالم يكن قد عاش أحداثها.
ليس هناك كردي على وجه الأرض يقف بالضد من إقامة أي جهة كردية علاقات طيبة على مختلف الصعد مع جيرانه من الدول والحكومات والأنظمة، ولكن شريطة ألا تكون تلك العلاقات على حساب الدم الكردي في الطرف الآخر.
ليس هناك كردي لا يرغب ولا يتمنى أن يكون له إدارة سياسية تكون لها كلمة الفصل في كل خلاف ينشب بينهم. تضع النقاط على الحروف في سياستهم المستقبلية. وترسم لهم الطريق نحو الخلاص. تكون بمثابة مرجعية سياسية يعودون إليها في كل شاردة وواردة تتعلق بمصير الوحدة الكردية، وكذلك مصير الحرب والسلم؛ إلا من كان المستفيد من عدم قيام قائمة لهذه الإدارة. ومن كان سياسة وقيم هذه الإدارة تخالف أجنداته التي يعمل عليها.
أن تكون بندقية مأجورة في يد العدو تضرب بها أخاك، وترقص على جثته، وتشوه ليل نهار من سمعة طرف كردي، وتكيل الاتهامات جزافاً لتحريض العدو على ضربه وإنهائه؛ وتكون مطية ضد إخوانك فهذا لن يجديك نفعاً، بل على العكس تماماً؛ سيدرك الشعب من كان يعمل بقلب وعقل وطني كردي، ومن ضحى ويضحي بما يخدم الكرد، ولا يقبل الظلم والاضطهاد لشعبه، وينادي ليل نهار بمد اليد والوحدة والعمل سوياً، ومن كان مطية وحَرْبَةً تقتل الكرد لأجندات دول معادية وأجندات حزبية عائلية ضيقة.
عند هجوم تنظيم داعش الإرهابي على شنكال وكركوك وهولير، استغثت بحركة حرية كردستان، وأنت تعلم معنى هذا الاسم ومدى جاهزيته وجديته في الدفاع عن كل تراب كردستان، لأنك كنت تدرك جيداً بأنهم سوف يلبون النداء لتخليصك وعرشك من هذا التنظيم، الذي كنت تدعمه في فترة معينة من الأحداث، إن لم تكن تلك العلاقة مازالت مستمرة إلى اليوم، مع إن الوقائع والتقارير الاستخباراتية تثبت صحة ذلك الاستمرار.
وبعد تخليصك وتأمين عرشك، ذهبوا لتخليص من تركتهم قواتك في شنكال لمصيرهم، يواجهون الموت والسبي والبيع في أسواق النخاسة في الموصل والرقة. وبعد تحريرهم ظهرت بخطاب (منافق) لن ينساه كل صاحب ضمير حي، حين قلت بأن قواتك دون غيرها هي من حررت شنكال. في حين لم تسل نقطة دم من تلك القوات التابعة لك، والتي تعمل تحت إمرتك، بل لاذوا بالفرار، ومازالت صور وفيديوهات عرباتك تحمل جنودك وهم يفرون غير آبهين.
استقبلتَ قادة الاحتلال التركي من قمة الهرم إلى أصغر رتبة عسكرية بين جنودهم في قصورك خير استقبال. اتفقت معهم لضرب حركة حرية كردستان، والقضاء عليهم. حاصرتهم قواتك في الجبال، نزعت الألغام أمام جنود الاحتلال، صادرت ما يقيهم من الأسلحة الكيماوية، سمحت ببناء نقاط عسكرية في غالبية المدن الكردستانية، كل هذا رغم الرفض والاستنكار الشعبي. واعتقلت كل ناشط سياسي وإعلامي وصاحب ضمير، واغتالت قواتك الكثير منهم.
ولتبعد الشعب عن هذه القوى الكردستانية، لجأت إلى أبشع أنواع الأساليب وأقذرها، فقد بدأ عملاء تركيا واستخباراتها باغتيال الناشطين السياسيين والمعارضين للاحتلال التركي من قوات البيشمركة الشرفاء، للتخلص منهم، ولتلصق التهمة بمقاتلي الحركة، أحرق عملائك بأوامر من الاستخبارات التركية (الميت) الأسواق الشعبية وأرزاق المواطنين لتسارع باتهام الحركة بهذه الأفعال، حتى قبل إطفاء هذه النيران وإجراء أي تحقيق، رغم إعلان جهات تركية فاشية مسؤوليتها عنها. فقد كان المتهم (جاهزاً) بحكم محاولاتكم القضاء عليه وتشويه سمعته، وهم مقاتلو الكريلا.
دعت جميع القوى والأحزاب والتكتلات السياسية الكردية على مستوى كردستان عبر المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) عشرات المرات لعقد مؤتمر كردي وطني جامع، يتفق فيه الكرد، ويضعون اللبنة الأولى لإدارة كردية مشتركة، تقود الكرد في هذه المرحلة الحساسة إلى بر الأمان؛ لكنك كنت دائماً من الرافضين، وما زلت رافضاً لهكذا مؤتمر، حتى لم تشارك وحزبك في أي مؤتمر عُقِدَ سابقاً في هذا السياق، دون أسباب وجيهة، تستطيع أن تقنع بها تلك الأطراف.
دعمت ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي ضد الكرد ومشروعهم الديمقراطي في روجافا، ودفعتهم للانضمام لما يسمى بالائتلاف السوري الذي حارب وما زال يحارب الكرد وشركاءهم، سمحت لهم ليصبحوا عملاء للتركي، ينادون علانية بسعيهم لضرب الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، والعمل على إسقاطها. سمحت لهم بأن يكونوا عملاء على الأرض لصالح الاستخبارات التركية. شاركوا باعترافهم هم، بست فصائل كمرتزقة تحت الطلب، تحت راية ما يسمى بالمعارضة السورية في احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض.
إلى الآن يجلسون معك قبل السفر إلى تركيا، وعقد لقاءات مع الاستخبارات التركية لتلقينهم بما يجب عليهم فعله. حفرت الأنفاق وأغلقت شريان الحياة عن روجافا لخنق شعوبها وإفراغ المنطقة من قاطنيها.
بعد كل ما تم الإشارة إليه، يطلب ما يسمى بالمجلس الوطني باستئناف المحادثات بينها وبين الأحزاب الكردية في إقليم شمال وشرق سوريا، وهنا يجب توضيح عدة أمور منها، إن كان هذا المجلس صادقاً في كلامه ونيته، عليه أن يعلن بشكل واضح وصريح، وببيان رسمي انسحابه منمَ يسمى الائتلاف السوري العامل تحت إمرة تركيا، وإعلان عفرين وكري سبي وسري كانييه مدن محتلة من قبل تركيا ومرتزقتها. وقطع جميع الاتصالات مع الاستخبارات التركية، والتوقف الفوري عن الزيارات إلى تركيا؛
لأن هذا المجلس يعمل بأجنداتٍ تركية؛ كونها الداعم للائتلاف، وَهَمُّ هؤلاء الأول هو القضاء على الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ويستهدفونها ليل نهار، ويغتالون القادة والإداريين فيها؛ فكيف لك أن تكون حليفاً للعدو الفاشي لهذه الإدارة، وتأتي وتطالب بالشراكة مع هذه الإدارة نفسها؟
تلك الألاعيب لم تعد تنطلي على الشعب الكردي، فخط الخيانة والعمالة والارتزاق بات يلبسكم، وقد أعلنتم موقفكم الواضح والصريح منها، (مع أنه كان كذلك منذ البداية).
ما يتعرض له الكريلا من حرب إبادة في مناطق الدفاع المشروع – مديا من قبل جيش الاحتلال التركي وبمشاركة ودعم منكم، سترد عليكم مستقبلاً، فأي ضعف في حركة حرية كردستان في مناطق الدفاع المشروع سينعكس سلباً على عرشكم المستبد، وقد وصفها حليفكم بالمستنقع مرة ومرة أغلق عليكم شريان الحياة حين طالبتم بالاستقلال، وقالها علانية بأنه سيحارب الكرد حتى لو كانوا في خيمة في جنوب أفريقيا.
فأي علاقة تلك التي تتغنون بها، وأي تفاهة تلك التي تتحدثون بها ليل نهار. فتلك الحيل والتصريحات الإعلامية لم تعد تجدي نفعاً، ولم تعد تقنع إلا البسطاء وضعيفي الإرادة من الكرد.
لذا على الشعب الكردي في العالم وفي جنوب كردستان على وجه الخصوص أن يعلن موقفه تجاه ما يجري في جبال كردستان من حملات الإبادة التي يتعرضون لها وأبناءهم، وعليه أن يخرج في تظاهرات منددة في جميع المدن التي يعيش فيها، ويقول كلمته الفصل بأن ما يتعرض له جبالنا المقدسة هي خيانة ويجب أن تنهي. ويجب على حكومة الإقليم وقيادات الديمقراطي الكردستاني التوقف وبشكل فوري عن دعمهم لحملة الإبادة ضد الكريلا، وإعلان الجيش التركي كقوة احتلال، ومطالبة الجهات الدولية المعنية بإرغام تركيا على سحب قواتها وجميع نقاط تمركزها في المنطقة. وإلا فإن التاريخ لن يرحم كما الشرفاء والوطنيين في تلك الأرض المقدسة.