دعا رئيس حزب المستقبل التركي المعارض أحمد داود أوغلو، حكومة بلاده إلى مزيد من الانفتاح على الكورد وبما يضمن عدم التعاطي معهم بنظرة “المسيطر عليهم”، وقال إن على أنقرة أن تقف إلى جانب الكورد في العراق وسوريا.
وقال داود أوغلو في مقابلة مع كوردستان 24، إنه يقف ضد كل أشكال حظر اللغة الكوردية، وإنه يتبنى مبدأ بأن تكون اللغة الأم “فعّالة” في مجال التعليم ببلاده، مشيراً إلى أن العلاقة مع كورد الخارج مهمة ويجب على أنقرة أن تفي بواجبها في تأمين حياة سلمية لكورد العراق وسوريا.
وداود أوغلو هو خبير في العلاقات الدولية وسبق له أن شغل منصب سفير ورئيس وزراء والرئيس الثاني لحزب العدالة والتنمية في الفترة ما بين 2014- 2016 خلفاً لأردوغان سابقاً، وقد خلفه بن علي يلدرم في رئاسة الحزب ورئاسة الحكومة. كما تولى منصب وزير الخارجية.
وعندما سُئل عن العلاقات التركية – الكوردية اليوم، قال داود أوغلو “عندما كنت وزيرا للخارجية ورئيساً للوزراء، كانت هناك زيارات متبادلة بين أربيل وأنقرة”.
وتساءل “أين هي الآن؟”
وأضاف قائلاً “انظروا إلى عدد الزيارات التي تمت مؤخراً في وقتي.. كان السيد مسعود بارزاني والسيد نيجيرفان بارزاني، يزوران تركيا دائماً، وزار من جانبنا عدد كبير من الوزراء أربيل، وقد زرت إقليم كوردستان حين كنت اشغل منصب رئيس الوزراء”.
واستقال داود أوغلو من منصب رئيس الوزراء في 22 أيار مايو 2016.
وقال إنه بعد أن تغيرت السياسة التركية خُلقت “مسافة” مع الكورد، وأشار إلى أنه يتعين على تركيا أن لا تنظر إلى كورد الخارج “بنظرة المسيطر عليهم”.
ومضى يقول “يجب على تركيا أن تحاول التعايش مع الكورد”.
وانتقد داود أوغلو موقف تركيا من استفتاء الاستقلال في إقليم كوردستان وقال إنه كان موقفاً خاطئاً، وأردف بالقول “لقد قلت ذلك بوضوح إلى أردوغان والرأي العام.. لقد فكرنا حول هذا السؤال على نحو مختلف”.
وأشار إلى أنه كان ينبغي على القيادة الكوردية أن تناقش المسألة مع جميع السلطات وعلى مستوى واسع، ولا بد من ضمان حقوق الكورد “في إطار وحدة الأراضي العراقية”.
وزاد “الحدود الحالية ليست طبيعية، لقد وضعها تحالف سايكس- بيكو ضمن خطة فصلوا فيها أربيل وهكاري والموصل وديار بكر والحسكة وماردين عن بعضها البعض”.
وقال “أنا ضد هذه الخريطة”.
وشدد داود أوغلو على ضرورة منح الأمم حقوقها، ولكن يجب أن يكون ذلك في إطار القانون الدولي، وذكّر كيف أن الاتحاد الأوروبي أساء فهم إعلان الاستقلال في إقليم كتالونيا الإسباني.
وأوضح “بدا استفتاء إقليم كتالونيا وكأنه لإعلان الاستقلال. والمسألة هنا هي أنه يجب توفير جميع الظروف والأسس لحياة كريمة للكورد في العراق. يجب على تركيا دعم ذلك، وأعتقد أنه من خلال المفاوضات والحوار فبوسع الدولة التركية حل جميع مشاكلها مع إقليم كوردستان”.
وتناول داود أوغلو في مقابلته ملف ظهور داعش ومحاولته الهجوم على أربيل، وقال إنه تواصل مع إقليم كوردستان بصفته وزيراً للخارجية على مدى ثلاثة أيام. وزاد المسؤول التركي بالقول “إننا لا نقبل بأي مكروه ضد إخواننا، إذا كانت أربيل آمنة، سنكون آمنين”.
وعندما سُئل عن عملية السلام بين أنقرة وحزب العمال الكوردستاني، قال داود أوغلو “لطالما كنت أحد مؤيدي عملية السلام. عندما كنا نجري هذه العملية مع السيد أردوغان، كنت أعتقد دائماً أن تركيا يجب أن تحل جميع مشاكلها داخلياً. وما زلت أتفق مع هذا الاعتقاد”.
واستطرد “يجب أن نجلس ونناقش سويةً، والواقع أن المنظمة الإرهابية لم تف بوعودها التي كان من المقرر الإيفاء بها في الفترة من آذار مارس 2013 إلى حزيران يونيو من العام نفسه… ولكن للأسف هذا هو الحال”، وأعرب عن أمله بانتهاء هذا الوضع تماماً.
وتحدث رئيس حزب المستقبل التركي عن الاعتقالات التي تطال سياسيين كورداً، وقال إنه يرفض تلك الممارسات، لكنه يكن كل الاحترام للمحكمة والقانون.
وأكد أن العلاقات مع أربيل مهمة، كذلك أشار إلى وجود “فرق سياسي” بين سوريا والعراق، مبيناً أن أنقرة كانت تدافع دائماً عن حقوق الكورد السوريين خلال مناقشاتها مع بشار الأسد حين كانت العلاقات بين أنقرة ودمشق جيدة.
وقال داود أوغلو إنه يتبنى سياسة لا صلة لها بـ”السياسة العثمانية”، متطرقاً إلى زياراته المتكررة إلى سوريا وتقديم مقترحات إلى الأسد ومنها الإصلاح الداخلي وإنهاء مظاهر العسكرة داخل المدن ومنح الكورد هويات كما باقي المواطنين، حتى يتم إظهار موقف إيجابي للكورد السوريين.
kurdistan_Press