دبلوماسي روسي انتقد نظام الأسد لافتقاره إلى استراتيجية طويلة المدى

 

 

قال ألكسندر اكسينيوك دبلوماسي مثّل الاتحاد السوفيتي ثم الاتحاد الروسي في دول المنطقة في صحيفة كوميرسانت الروسية “في دمشق، لا يميلون بشكل خاص إلى إظهار التبصر والمرونة,ما زالت تعتمد دمشق على الحل العسكري الذي يعتمد على المساعدة المالية والاقتصادية غير المشروطة من حلفائها”.

وحذر مع ذلك، من أن أي انتصار عسكري لقوات الأسد “لا يمكن أن يكون مستداماً بدون إعادة البناء الاقتصادي، وانتقد النظام بسبب الوضع المالي المتردي للبلاد، وجادل بأن أكبر التحديات لسوريا على المدى القصير تكمن في الاقتصاد وليس في التهديد الإرهابي”.

وقال” على مدى سنوات الحرب كان من الصعب أن نميز في أغلب الأحيان بين هدف مكافحة الإرهاب والعنف الذي تمارسه الحكومة ضد مناوئيها”، ورأى أن هذا بين أسباب تصاعد التوتر مجدداً في المناطق الجنوبية الغربية من سوريا التي تم تحريرها بموجب اتفاقيات وقعت مع قسم من المعارضة المسلحة حول تقاسم سلطة محلية شبه مستقلة في تلك المناطق، ثم كثرت عمليات القتل والتهديد والخطف في ظروف غامضة على خلفية الاعتداءات التي قامت بها المخابرات السورية”.

وأشار اكسينيوك إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انخفض بنحو الثلثين بين عامي 2011 و2018، مما أدى إلى إصابة ثمانية من كل 10 سوريين بالفقر منذ بداية النزاع.

كما أعرب الدبلوماسي، الذي شغل مناصب في لبنان والعراق ومصر واليمن قبل أن يصبح نائباً لمستشار سفارة الاتحاد السوفياتي في سوريا عام 1988 في ظل حكم حافظ الأسد، عن قلقه من تعرض النظام لحزمة العقوبات الأمريكية التي وقعها العام الماضي الرئيس دونالد ترامب.

وقال اكسينيوك إن الأزمة المالية المتصاعدة في لبنان تشكل تهديدًا أيضاً، حيث إن  حوالي ربع الودائع في مصارف لبنان تعود إلى الشركات السورية والأشخاص المقربين من النظام السوري، وكذلك احتمال حدوث مزيد من التعطيل “لإمدادات النفط غير المشروعة بالفعل من إيران”.

ويمكن أن تتفاقم المشاكل الاقتصادية السورية بسبب تفشي الفيروس التاجي، الذي قال إنه يهدد بإحداث اضطرابات اجتماعية، وكتب “المخاوف من الأسوأ ترتبط بحقيقة أنه خلال سنوات الحرب تم تقويض نظام الرعاية الصحية، كان هناك نقص في الأطباء والأدوية والمعدات الطبية في البلاد”.

وقال إن القيادة السورية كانت تقاوم الإصلاحات المرتبطة بتخفيف حدة الصراع مستنكراً “عدم رغبة أو عدم قدرة السلطات في دمشق على إقامة نظام حكم من شأنه توفير الظروف للانتقال من اقتصاد الحرب إلى العلاقات التجارية والاقتصادية الجيدة.

كما كان لدى النظام قبضة ضعيفة على المناطق التي يفترض أنه يسيطر عليها، وانتشر الفساد في الشركات الموالية للحكومة وحتى في صفوف الجيش وأجهزة الأمن.

وكتب اكسينيوك إن مهمة إعادة إعمار سوريا بعد الحرب ” مستحيلة على دمشق القيام بها” على الرغم من طلبات الإصلاح من المجتمع السوري وأوساط الأعمال، لم يتم فعل أي شيء في جو من الخوف العالمي لإرساء الأساس لأي عملية إعادة إعمار.

وحذر اكسينيوك من أن البيئة العالمية المتغيرة تعني أن حلفاء سوريا أقل قدرة على تقديم الدعم الاقتصادي، وأشار إلى أن القيادة الروسية “شددت مراراً على عدم وجود حلول سياسية بديلة للصراع، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج اشترطوا جميعاً إجراء انتخابات حرة مدعومة من الأمم المتحدة كشرط للمشاركة في إعادة الإعمار.