درار: روسيا استلمت الملف السوري من أمريكا ولكن الحل لن يكون دون توقيعها

حوار مع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار حول ما تشهده الساحة السورية من تطورات, تطرق فيه إلى الخلاف بين آل مخلوف والأسد, وتصريحات المبعوث الأمريكي جيمس جيفري, وخروج سبل الحل من أيدي الأطراف السورية, وكيفية تدارك الأمور للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف السورية.

 نص الحوار كالتالي:

 ظهرت مؤخراً عدة تطورات على الساحة السورية منها هجمات وسائل إعلامية مقربة من روسيا على النظام السوري، والخلاف بين رامي مخلوف وبشار الأسد وتصريحات جيمس جيفري حول سوريا؛ كيف تقيّمون هذه التطورات؟

 

الهجوم الذي نشهده من الإعلام الروسي على النظام السوري، أعتقد بأن لدى هذه الوسائل كُتّاباً متابعين للحدث السوري, وهم يكتبون ضمن المسموح لوصف مسارات الوضع السوري ولفضح الفساد فيه, وهذا جزء من التأثير على الأجهزة السورية لتقديم المزيد من التنازلات لروسيا ويدعمها تجار واقتصاديون روس لهم هدف في مكاسب ضمن سوريا.

وأيضا الإهانات المستمرة لمنصب الرئاسة من روسيا والاستتباع لقوات عسكرية وتهميش قيادات فيها, والاستيلاء على مواقع ومقرات عسكرية سورية, هي أعمال تقوم روسيا من خلالها بالتغلغل إلى حدود عدم المواجهة المباشرة مع إيران ولكنهما في تنافس شديد مع إيران, لأنه من المعروف بأن إيران تمسك بمفاصل سياسية وإدارية وعسكرية في البلاد, ولديها قوة شعبية تتبعها لتحقيق ما تريد في الوقت الذي تريد, لذلك روسيا تتحسب لوجودها وأثرها, لذا نراها تترك لإسرائيل مسألة التعامل مع الوجود الإيراني والضغط عليها.

أما فيما يخص الخلاف بين مخلوف والأسد فهي إحدى الأوراق التي ترتبط بالاستتباع الروسي والإيراني, ويبدو بأن الأسد يريد أن يبين بأنه قادر على إدارة الملفات والسيطرة عليها, وبأنه ما زال يملك القدرة على القرار, ولا شك بأنه يريد إعطاء دور لآل بيته في اللعبة الاقتصادية التي يسيطر عليها آل مخلوف, فالتنافس الآن يظهر لأن الأقوى هو الذي يملك القوة المالية, والأسد كشريك يريد أن يستفرد عن طريق زوجته وأتباعها بالملف المالي لأنه يعلم بأن من يملك المال يستطيع أن يملك القرار.

وبالنسبة لجيمس جيفري وتصريحاته يبدو وأنه يتحدث بلسان نفسه ولكنه كرجل مسؤول نجد بأن وراء كلماته تفاصيل توحي بأن أمريكا ما زالت تمارس لعبتها في إدارة الأزمات, ولا تسعى لحلها, ولها مصالح وعلينا أن نعلم بأنه لا يوجد أصدقاء لأمريكا وأنها فقط شبكة من المصالح, ومصالحها في إدارة أزمة المواجهة في العراق ومواجهة إيران, وموضوع داعش في سوريا, التي تتطلب بقاءها في مناطق النفط, لذلك أمريكا لن تخرج من هذه المواضيع.

أمريكا مستمرة في التفاهمات مع روسيا حول كل تلك الأمور وكلنا يعرف ما مدى وأثر اللقاء بين كيري ولافروف, اللقاء التاريخي الذي عقد بين الطرفين هو الذي رسم الأمور حول سوريا, وتكليف روسيا بإدارة الملف السوري, وهو ما يحدث الآن.

 

هل هذه التطورات تشير إلى اتفاق روسي أمريكي لحلحلة الوضع السوري أم أن هناك مخططاً جديداً يحاك في سوريا؟

 

الحل في سوريا دائماً سوف يحتاج إلى توقيع أمريكي، لذلك لن يستوي هذا الحل, حتى تتم اتفاقات أخرى في المنطقة لتقاسم النفوذ وتحسين العلاقات باتفاقات أخرى, ولن يكون ذلك لأن الإدارة الأمريكية غير مستقرة, وهناك انتخابات أمريكية، لذلك سينتظر الجميع.

 

ما هو المطلوب من الأطراف السورية لتحقيق هذا الحل وبناء سوريا ديمقراطية للجميع دون إقصاء؟

 

بالنسبة للحل السوري فإن الحل خرج من أيدي الأطراف السورية سواء الائتلاف الهزيل, أو هيئة التفاوض التي أصيبت بسكتة قلبية وتنتظر في غرفة الإنعاش, وأيضا الدور التركي الذي يتلاعب فقط بالفصائل ويدفع بهم للقتال خارج أهدافهم كمرتزقة في ليبيا, وأما الفصائل الموجودة في إدلب مثل النصرة وبقية الفصائل فلا تزال ورقة للاستخدام المحلي وللضغط لبقاء تركيا في الملف السوري.

أما الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بجسمها السياسي مسد والعسكري قسد, فتحظى بالاستقرار ويمكنها المساهمة في الحل السياسي, لكن ليس هناك إرادة دولية لإشراكها, لأنه ليست هناك إلى الآن أية اتفاقات لحل الأزمة السورية.

وإلى الآن لم تتحدث القوى المهينة عن هذه الإدارة لأنها ما زالت تعيش بنوع من الاستقرار الذاتي, والإدارة غير متأثرة بوجود الآخرين, باستثناء الوجود الأمريكي الذي كان داعماً منذ البداية لمواجهة داعش, إلا أنه لا يوجد تصور أمريكي لإشراكها في الحل, لذلك أعتقد بأنه سيطول الانتظار.

وخلال هذه الفترة لا بد للإدارة من تقوية شبكة العلاقات بين مكونات المنطقة وأن تقوم بالمزيد من التفاهمات والمشاركات, وطبعاً المصالحة الكردية الحالية ستخدم ذلك للمشاركة الإيجابية في إدارة المنطقة ورسم سياسات لمواجهة الاستحقاقات التي تخدم القضية الكردية من جهة والمسألة السورية من جهة أخرى.

 

أين يكمن الحل للأزمة السورية؟

 

هناك نشاطات لمجلس سوريا الديمقراطية الذي يعمل على مستوى سوريا ككل, ولذلك فهو يدعو إلى مؤتمر القوى الديمقراطية, والذي من الممكن أن ينجز شيئاً في وحدة القوى السياسية الديمقراطية لمواجهة استحقاقات المشتركين, وهو يسعى للمشاركة في مؤتمر القاهرة, وفيما لو تحقق فإنه سيكون خرقاً للعمل السياسي على مستوى أوسع ومشاركة في الأجسام السياسية التي تساهم في التفاوض ومواجهة النظام في سوريا.

النشاطات التي يقوم بها مسد هي نشاطات مهمة لأنها تعطي التصور الحقيقي للفاعلية على مستوى سوريا والعمل من أجل حل سياسي حقيقي ناضج يمكن أن يستمر عبر الأوراق السياسية التي يرفعها مسد في كل لقاءاته ومشاركاته.

 

ANHA