قال فريدريك أوتو، عالم المناخ في كلية لندن الإمبراطورية، الذي قاد الدراسة، إنه لولا ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.2 درجة مئوية منذ منتصف القرن التاسع عشر، “ما كان ليحدث الجفاف على الإطلاق”.
وتتحدث الدراسة أيضا عن دور “سنوات من النزاع وعدم الاستقرار السياسي” في شل قدرة البلدان على مواجهة الجفاف ما تسبب “بكارثة إنسانية”.
وفي ظل الظروف الحالية، يزداد خطر أن تتحول فترات الجفاف هذه إلى أمر اعتيادي، وأن تأتي على الأقل مرة في كل عقد.
ويشرح خبراء هذه الشبكة أن “الجفاف ما كان ليحدث لولا التغير المناخي الناجم أساسا عن حرق النفط والغاز والفحم”.
وتغطي هذه الدراسة الفترة الممتدة بين يوليو 2020 ويونيو 2023، في منطقتين كانتا معرضيتين كثيرا لتداعيات التغير المناخي وهما إيران ومنطقة حوض نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا ويعبران في سوريا والعراق.
حالة تغير المناخ التي تتحول إلى أزمة إنسانية خلفت الأفراد عطشى وجائعين ونازحين، وفقا للدراسة، التي لم تخضع لمراجعة بعد ولكنها تتبع تقنيات صالحة علميا للبحث عن بصمات ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال محمد رحيمي، أستاذ علم المناخ في جامعة سمنان في إيران، والمؤلف المشارك في الدراسة “تغير المناخ العالمي الذي يسببه الإنسان يجعل الحياة أكثر صعوبة إلى حد كبير بالنسبة لعشرات الملايين من الأفراد في غرب سيا. مع كل درجة من درجات الحرارة في سوريا، سيصبح العراق وإيران مكانين تزداد صعوبة العيش فيهما”.
وقال أوتو إن عمليات المحاكاة الحاسوبية لم تجد بصمات ملحوظة لتغير المناخ في انخفاض هطول الأمطار، والذي كان منخفضا ولكنه ليس نادرا للغاية، مشيرا إلى أن تبخر المياه في البحيرات والأنهار والأراضي الرطبة والتربة “كان أعلى بكثير مما كان يمكن أن يكون عليه” لولا ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ.
بالإضافة إلى تحويل ظروف المياه شبه الطبيعية إلى جفاف شديد، تشير تقديرات واضعي الدراسة إلى أن ظروف الجفاف في سوريا والعراق أكثر احتمالا بنسبة 25 مرة بسبب تغير المناخ، وفي إيران أكثر احتمالا بـ 16 مرة.
وقالت كيلي سميث، مساعدة مدير المركز الوطني الأميركي لتخفيف ثار الجفاف في نبراسكا، والتي لم تشارك في الدراسة، إن البحث منطقي.
وقالت رنا الحاج، المؤلفة المشاركة في الدراسة من مركز المناخ التابع لاتحاد جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن الجفاف ليس أمرا استثنائيا في منطقة الشرق الأوسط، والصراع، بما في ذلك الحرب الأهلية في سوريا، يجعل المنطقة أكثر عرضة للجفاف بسبب تدهور البنية التحتية وضعف إدارة المياه في لبنان.
وقال أوتو: “هذا يمس بالفعل حدود ما يستطيع بعض الأفراد التكيف معه. وطالما واصلنا حرق الوقود الأحفوري أو حتى منح تراخيص جديدة لاستكشاف حقول نفط وغاز جديدة، فإن هذا النوع من الأحداث سيزداد سوءا، وسيواصل تدمير سبل العيش، والحفاظ على أسعار المواد الغذائية مرتفعة. وهذه ليست مشكلة لبعض مناطق العالم فحسب، ولكنها تمثل في الواقع مشكلة للجميع”.